أخــبـــــار

هدنة غزة: محادثات «حماس» بالقاهرة… هل تُعجل بالاتفاق؟

قيادي بحماس يؤكد رغبتها في تحقيق تقدم

تستضيف العاصمة المصرية القاهرة جولة جديدة من المحادثات بين المسؤولين المصريين ووفد من حركة “حماس”، في إطار المساعي الرامية إلى استئناف اتفاق الهدنة في قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي في مختلف أنحاء القطاع.

وتأتي هذه المفاوضات وسط تفاؤل أميركي وإسرائيلي بإمكانية التوصل إلى صفقة قريبة، حيث أعرب كل من الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن أملهما في تحقيق تقدم بشأن تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار.

وبحسب مصادر في “حماس”، فإن وفد الحركة الذي وصل إلى القاهرة مساء السبت يناقش مع الجانب المصري المقترح المصري الأخير، في محاولة للتوصل إلى اتفاق لا يقوم فقط على تهدئة مؤقتة، بل يفتح الطريق نحو وقف شامل للحرب.

وكانت “حماس” قد نشرت بالتزامن مع وصول وفدها إلى القاهرة فيديو للجندي الإسرائيلي الأميركي عيدا ألكسندر، مرفقًا ببيان تحذيري بالعربية والعبرية، أكدت فيه أن كل يوم تأخير في التوصل إلى اتفاق يعني سقوط المزيد من المدنيين في غزة، وتعريض حياة الرهائن للخطر.

وتأتي هذه التحركات بعد تصريحات لنتنياهو، تعهّد فيها بإعادة الرهائن، مشيرًا إلى أن إسرائيل باتت “قريبة من تحقيق ذلك”، وهو ما تزامن مع تصريحات مماثلة لترمب تحدث فيها عن “تقدّم ملموس” في مسار التهدئة.

وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، أبلغ عائلات الرهائن الإسرائيليين أن “صفقة جادة” أصبحت قيد التفاوض وقد تُبرم خلال أيام، في إطار اتفاق شامل يشمل إنهاء الحرب.

محللون: الظروف السياسية والضغوط الدولية قد تقود إلى اتفاق قريب

يرى الخبير العسكري اللواء سمير فرج أن الظروف السياسية الإقليمية والدولية باتت مهيأة لعقد اتفاق، في ظل رغبة أميركية واضحة ومرونة محتملة من “حماس”. وهو ما يتفق معه المحلل الفلسطيني د. أيمن الرقب، الذي يرى في المحادثات الجارية فرصة حقيقية لتحقيق تهدئة قبل زيارة ترمب المرتقبة إلى المنطقة.

وبحسب الرقب، فإن المقترح المصري الجديد قد يتضمن إطلاق 8 رهائن مقابل هدنة تستمر ما بين 50 إلى 70 يومًا، إلى جانب الإفراج عن أسرى فلسطينيين وعودة المساعدات، مع انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية. لكنه حذّر من أن نتنياهو قد يتردد في الذهاب نحو وقف شامل للحرب خشية انهيار ائتلافه الحكومي.

في المقابل، أوضح المحلل السياسي إبراهيم المدهون أن “حماس” قد تبدي مرونة في أي صفقة، بشرط أن تؤدي إلى وقف كامل ونهائي للحرب، وليس مجرد تهدئة مؤقتة. وكشف أن الاحتلال الإسرائيلي لم يُعلن بعد موقفه النهائي من المقترح المصري، رغم أن مؤشرات غير مباشرة تشير إلى تفاعل إيجابي جزئي.

وأفادت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن إسرائيل تستعد لتقديم عرض مخفف يشمل الإفراج عن عدد أقل من الرهائن الأحياء (8 بدلًا من 11)، مقابل انسحابات جزئية من مناطق سيطرت عليها مؤخراً، مع بدء محادثات حول وقف دائم لإطلاق النار.

وتشير التقديرات إلى أن الاتفاق، في حال تم، قد يبدأ بمرحلة أولى تشمل هدنة مدتها 45 يوماً يتم خلالها الإفراج عن الرهائن، يعقبها مفاوضات حول وقف شامل للحرب وإعادة إعمار القطاع.

ويرى مراقبون أن اتفاقًا أوليًا قد يُبرم قبل نهاية أبريل الجاري، مستندين إلى الضغط الأميركي المتزايد ورغبة القاهرة في التوصل إلى حل سياسي، فيما تظل المرونة الإسرائيلية وموقف “حماس” النهائي العاملين الحاسمين في نجاح جهود الوساطة.

زر الذهاب إلى الأعلى