المرأة

نصائح لكل أم لتهيئة طفلك للعودة إلى المدرسة

مع اقتراب بداية العام الدراسي الجديد، يتساءل كثير من الآباء والأمهات عن كيفية إعداد أطفالهم للعودة إلى المدارس، خصوصا بعد موسم الإجازات الصيفية الطويلة، حيث غالبا ما يسهر الأطفال، مما يزيد صعوبة إعادة الأطفال للالتزام بمواعيد نومهم واستيقاظهم.

وأظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يحصلون على قدر كاف من النوم، وبشكل منتظم، تتحسن لديهم درجة الانتباه، وينعكس ذلك إيجابيا على السلوك والذاكرة والصحة العقلية والبدنية. لذا من المهم تنظيم ساعة النوم البيولوجية لطفلك بالتزامن مع العودة للمدرسة.

كما يشدد الخبراء على ضرورة الاهتمام بالتهيئة النفسية للأطفال، من خلال الحديث بشكل إيجابي عن المدرسة، وتحفيزهم بعبارات تبعد التوتر والقلق وتشعرهم بالراحة النفسية لاستقبال يومهم الدراسي الأول بعد الإجازة. فما الطرق التي يجب اتباعها لمساعدة الأطفال في بدء يوم دراسي مريح؟

تقول همسة يونس، أم ومستشارة أسرية ومرشدة مجتمعية، إنه “من الضروري أن نهيئ الأبناء نفسيا لفكرة العودة إلى المدارس؛ ولكن بطريقة إيجابية بعيدا عن الإيحاء لهم بأنها فرصة للتخلص من عبء وجود الأبناء في المنزل؛ مما يترك لديهم انطباعا سلبيا وكأن العودة إلى المدرسة محض عقاب”.

وتلفت المستشارة يونس في حديثها للجزيرة نت، إلى أن هناك كثيرا من المراهقين يرفضون الانصياع لتوقيت محدد للنوم، كما أنهم قد يتمردون على الدراسة والواجبات المدرسية لاحقا، وهذا يتطلب من الأهل تعزيز جسور التواصل والحوار الفعّال مع أبنائهم؛ ليتمكنوا من وضع الضوابط والأنظمة المرنة التي تسهّل حياتهم المدرسية وتقلل من إمكانية التصادم معهم، فضلا عن وضع جدول زمني بخصوص موعد النوم، ليحصلوا على ساعات كافية منه.

وتنصح يونس الأهل بـ”التحلي بالصبر خلال الشهر الأول من العودة إلى المدارس، إذ من المهم منح الأبناء وقتهم الكافي للتأقلم مع الروتين المدرسي والخروج من أجواء الإجازة سواء كان ذلك في نمط الحياة اليومية أو في حجم الدافعية للدراسة”.

وتنوه يونس إلى أهمية التدريب التدريجي للطفل قبيل المدرسة، وخلال الدوام المدرسي، وأضافت “هذا ما أفعله مع ابني الصغير عمر (8 أعوام) بحزم ودون صراخ، فأنا لا أحرمه من اللعب، لكن بالتدريج وضعت اتفاقيات معه وصبرت عليه حتى يتدرب ويزيد نضجه وإدراكه يوما عن يوم، وشرحت له بهدوء وبنبرة تختلف تبعا للموقف إلى غاية وصوله لمستوى كاف من الإدراك والوعي ليستوعب ويقتنع أن هذه الاتفاقيات لصالحه وليست بهدف السيطرة وإلقاء الأوامر”.

وتؤكد المستشارة الأسرية على أهمية تشكيل هذه القناعة عند الأبناء حتى يستجيبوا للتعليمات الضرورية والاتفاقيات بمرونة دون أن يشعروا أنهم مضطرون للعناد والتحدي لأنهم من وجهة نظرهم يحمون حقوقهم في اللعب والاستمتاع بوقتهم.

نصائح تخلص الطفل من العادات الصيفية
قدمت الكاتبة كرستين سافاج في مقال نشرته مجلة “وومن فيتنس ماغازين” الأميركية بعض النصائح للأمهات والآباء لمساعدة أطفالهم على التخلص من عاداتهم الصيفية والتأقلم مجددا مع أجواء الدراسة:

  • تغيير موعد الاستيقاظ الصباحي بشكل تدريجي.
  • الذهاب للنوم في ساعة مبكرة بشكل تدريجي.
  • تخصيص 10 دقائق لكتابة أشياء ممتعة.
  • شراء بعض الكتب التي تناسب اهتمامات الطفل.
  • اجعلي طفلك يقضي بعض الوقت بممارسة الألعاب التعليمية.
  • تقليص الوقت الذي يمضيه طفلك أمام الشاشات.
  • اللعب مع زملاء الدراسة بالمنزل.
  • شراء أدوات مدرسية جديدة، إذ يحب الأطفال شراء الدفاتر الجميلة والأقلام الملونة والحقائب الجذابة. ورغم أن هذه الأشياء قد لا تبدو بالنسبة لك أكثر من أدوات ضرورية للدراسة، فإنها تمنح طفلك قدرا كبيرا من السعادة وتجعله يقبل على الدراسة بكل حماس.

التواصل مع المدرسة منذ اليوم الأول
وتؤكد المستشارة همسة يونس أن على الأهل وفي كل المراحل الدراسية أن يكونوا على تواصل مع المدرسة منذ اليوم الأول، إذ تعد متابعة الطالب بشكل منتظم سببا رئيسيا لتلافي تطور أي مشكلات قد تواجهه، كما يسمح التواصل باستدراك ومعالجة أي صعوبات دراسية أو نفسية قد يواجهها الطالب داخل المدرسة.

وبالنسبة للأطفال الصغار في المرحلة الابتدائية، تبين المستشارة أنه من المهم جدا أن يتم التخطيط لآلية الدراسة منذ اليوم الأول لطلاب الصف الأول الابتدائي؛ بحيث يتبنى الأهل أساليب التدريس التي تساعد الطفل في الوصول إلى الاستقلال التام في عملية المذاكرة، وقالت إن من المفترض أن يبدأ الأهل بالانسحاب التدريجي منذ الصف الثالث الابتدائي، ويختلف توقيت الانسحاب الكامل من طفل لآخر تبعا للفروق الفردية على أن لا يتجاوز التوقيت سن 12 إلا في حالات استثنائية محددة. وأشارت إلى أن الأهل مطالبون بالتحدث مع الطفل للتعبير عن ثقتهم بقدراته وتعزيز ثقته بنفسه من خلال إعطائه مهام تتدرج في صعوبتها.

أما فيما يخص طلاب المرحلة المتوسطة وهي التي يمر فيها الطلاب بمرحلة المراهقة فإنها تتطلب من الأهل جرعات أكبر من الصبر والحكمة والذكاء في التعامل مع أبنائهم.. فالأبناء في هذه المرحلة يحتاجون للكثير من المرونة الممزوجة بالحزم الذكي، وفق تعبيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى