منوعات

ميلاد الملك سلمان… مسيرة حياة بالحكمة والعطاء

الرياض – المواطن

في يوم يحمل معانٍ وطنية وإنسانية عميقة، يحتفل الشعب السعودي ومحبو المملكة حول العالم بعيد ميلاد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، الذي يصادف 31 ديسمبر. هذا اليوم يمثل فرصة لتكريم مسيرة زاخرة بالإنجازات التي شكلت ملامح السعودية الحديثة وأكدت مكانتها الريادية إقليمياً ودولياً.

مسيرة حياة مليئة بالحكمة والعطاء
وُلد الملك سلمان في 31 ديسمبر 1935، كواحد من أبناء الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود. نشأ في بيت الحكم والإدارة، حيث اكتسب منذ صغره خبرات عميقة وبصيرة نافذة أهلته لدور قيادي بارز. بدأ مسيرته العملية مبكراً بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض عام 1954، وهو في التاسعة عشرة من عمره.

طوال خمسة عقود من قيادة الرياض، نجح الملك سلمان في تحويلها من مدينة صغيرة إلى واحدة من أبرز العواصم العربية تطوراً على المستويات الاقتصادية والثقافية والمعمارية، ما جعلها نموذجاً للتحول الحضري في المنطقة.

عهد جديد ورؤية مستقبلية
مع توليه الحكم عام 2015، دشّن الملك سلمان عهداً جديداً من الطموح والإصلاح. كان الإعلان عن “رؤية السعودية 2030″، بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أحد أبرز معالم هذا العهد، حيث تهدف الرؤية إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط. كما تسعى إلى تعزيز مكانة المملكة كقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة على الساحة العالمية.

قيادة حكيمة ومكانة عالمية
تميز عهد الملك سلمان بدبلوماسية نشطة ودور محوري في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. كما شهدت المملكة إصلاحات شاملة شملت تمكين المرأة، وتحسين جودة الحياة، وتنفيذ مشاريع عملاقة مثل نيوم والقدية.

في يوم ميلاده، يجدد السعوديون عهد الوفاء والاعتزاز بقيادتهم، ويؤكدون التفافهم حول رؤية الملك سلمان الحكيمة التي تمضي بالمملكة نحو مزيد من التقدم والازدهار.

قطار الرياض: بصمة تنموية بارزة تحمل رؤية الملك سلمان ورؤية 2030

يُعد قطار الرياض من أبرز المشاريع التنموية التي تجسد الرؤية الاستشرافية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي قاد تطوير العاصمة منذ توليه إمارتها. انطلقت فكرة المشروع في 1 نوفمبر 2009 (12 ذو القعدة 1430هـ)، كرؤية طموحة من قائد حكيم، ليصبح اليوم حجر الزاوية في شبكة النقل العام بالعاصمة، متناغماً مع أهداف رؤية السعودية 2030 التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

تجربة شخصية تعكس التميز
خلال زيارتي الأولى للرياض، حرصت على تجربة استخدام قطار الرياض، وقد تجاوزت التجربة كل التوقعات. بدأت الرحلة من مطار الملك خالد الدولي، حيث أدهشني نظام السداد الإلكتروني السلس الذي وفر بداية مريحة ومميزة.

استقليت المسار الأصفر، ثم انتقلت إلى المسار الأزرق، ونزلت عند محطة قريبة من وزارة الداخلية، لتكمل الرحلة بسهولة عبر سيارة أجرة إلى الفندق. هذه التجربة عكست مدى تطور البنية التحتية للمشروع، بما يشمل المحطات الحديثة والجسور والأنفاق المصممة بأعلى معايير الجودة.

رؤية الملك سلمان تُلهم الحاضر والمستقبل
يُعتبر قطار الرياض انعكاساً لرؤية الملك سلمان، الذي حرص منذ رئاسته للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض على التخطيط لهذا المشروع الطموح، مقدمًا أول وثيقة بشأنه للمقام السامي. لم يقتصر دوره على تقديم الرؤية، بل تابع تنفيذ المشروع شخصياً حتى أصبح اليوم أحد أضخم مشاريع النقل العام عالميًا.

يتناغم هذا المشروع مع رؤية 2030، التي استلهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان روحها من رؤية الملك سلمان. يشكل القطار رمزاً للتحول الحضري الذي تعيشه الرياض، ويؤهل العاصمة لاستضافة فعاليات عالمية كبرى مثل كأس آسيا 2027، إكسبو 2030، وكأس العالم 2034، حيث سيشكل محطة إعجاب للزوار من جميع أنحاء العالم.

اسم يحمل إرثاً عظيماً
قطار الرياض هو شهادة على القيادة الحكيمة والرؤية البعيدة المدى للملك سلمان. لذا، أتمنى أن يُطلق على هذا المشروع العملاق اسم “قطار الملك سلمان”، تخليداً لإرثه التنموي واعترافاً بدوره في وضع الرياض على خارطة المدن العالمية الملهمة.

زر الذهاب إلى الأعلى