أخــبـــــارخاص المواطن

موجة غضب واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تصريحات سعيد زياد على قناة الجزيرة

أثارت تصريحات المحلل السياسي سعيد زياد، خلال استضافته على قناة الجزيرة، غضبًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما قال إن “الفلسطيني في غزة ليس أمامه سوى خيار واحد أن يصمد ويقاتل بأظافره ولحم أطفاله!.

التصريح الذي وصفه ناشطون بأنه “غير إنساني” و”منفصل عن الواقع”، قوبل بانتقادات لاذعة من إعلاميين ومثقفين ونشطاء فلسطينيين، طالبوا الجزيرة بعدم استضافته مجددًا.

من بين المنتقدين، كتب الصحفي الفلسطيني معتز عزايزة منشورًا قال فيه: “مرة أُخرى؛ انعدام الخيارات لا يسمى صمودًا، انعدام الخيارات لا يعني أن نقاتل بلحم أطفالنا”.

وفي منشور آخر، قال عزايزة:”ما بكون اسمي معتز إذا سعيد بيطلع على شاشة الجزيرة بعد هيك”.

فيما علق الكاتب أكرم الصوراني قائلا: “سعيد زياد بحكي على الجزيرة ‘الفلسطيني في غزّة ليس أمامه سوى خيار واحد أن يصمد ويقاتل بأظافره ولحم أطفاله!’أنا شخصياً موافق على ‘خيارك’ بشرط يا هابي إرمي قصافة الأضافر وتعال إنت وأطفالك وأضافيرك نُصمد ونُخبط عدس ونموت سوا سوا بغزّة..!”.

أما الناشطة ربا عطاالله، فقد هاجمت تصريحات زياد بشدة، معتبرة أنه “ابن الجزيرة وقطر”، وأضافت: “لنا ثأر معه نحن وأطفالنا، والأيام بيننا دول يا مراهق… يا مراهقين الجزيرة، اتركونا ننجلط من احتلال واحد مش اثنين يا عالة الكوكب”.

وفي سياق مشابه، سخر محمد جودة من تصريحات زياد، معتبرًا أن الجزيرة تستضيفه فقط “لشحن الأجواء”، وقال في منشور عبر فيسبوك: “البهلوان سعيد زياد، هذا الضيف الذي تستدعيه قناة الجزيرة كلما أرادت شحن اللقطة والمشهد، وكأن غزة دولة نووية وجيش حماس جيش جرار يستطيع تحرير القارة الإفريقية والآسيوية!”.

كما تساءل جودة عن هوية سعيد زياد وخلفيته، مشككًا في مدى تعاطفه مع أهل غزة ومعاناتهم، وكتب: “هل هذا الضيف فلسطيني؟ وإذا كان فلسطيني، هل هو من غزة؟ هل هو مسلم؟ هل لديه أهل وعائلة في غزة؟ هل لديه إحساس أو ذرة إنسانية تجاه مأساة غزة؟”.

يأتي هذا الجدل وسط استمرار التصعيد العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث شنت قوات الاحتلال غارات مكثفة لليوم الثالث على التوالي على مناطق متفرقة في القطاع.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن عدد الشهداء ارتفع إلى 506، بينهم 200 طفل، إضافة إلى 909 جرحى، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل منذ فجر الثلاثاء.

وكانت إسرائيل قد أعلنت استئناف عملياتها العسكرية بذريعة الضغط على حركة حماس لتقديم تنازلات بشأن الأسرى، وذلك بعدما رفضت حكومة بنيامين نتنياهو الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على غزة منذ أواخر أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى سريان الاتفاق الأخير، شهد اجتياحًا بريًا غير مسبوق، أدى إلى دمار واسع وسقوط آلاف الضحايا، وسط استمرار الحصار المفروض على القطاع.

تعكس ردود الفعل الغاضبة تجاه تصريحات سعيد زياد حجم الاحتقان الشعبي إزاء الخطاب الذي يبرر المعاناة أو يتجاهل الواقع القاسي في غزة.

وبينما تتواصل المطالبات بمساءلته إعلاميًا، يظل التحدي الأكبر أمام الفلسطينيين هو مواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر، وسط تصاعد أعداد الضحايا واستمرار القصف.

وفي ظل هذه الأوضاع، يتجدد السؤال حول دور الإعلام في نقل الحقيقة والانتصار لقضايا الشعوب، بدلاً من الترويج لخطابات تزيد من معاناتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى