من سيحكم غزة بعد الحرب؟.. سؤال مفتوح يعمّق الغموض حول مصير القطاع
غزة – المواطن
في مشهد أثار الجدل، خرج عناصر كتائب القسام بلباسهم العسكري المهندم وأسلحتهم، خلال تسليم الأسيرات الإسرائيليات أمس في قطاع غزة. تزامن ذلك مع انتشار عناصر الشرطة التابعة لحركة حماس في شوارع القطاع بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ما أثار تساؤلات واسعة حول مستقبل حكم غزة بعد الحرب.
تتزايد الشكوك حول إمكانية تخلي حماس عن إدارة القطاع أو قبولها بشراكة مع السلطة الفلسطينية، أو حتى بوجود دولي أو عربي للإشراف على غزة. وفي المقابل، تستمر إسرائيل في التهديد بتحقيق أهدافها المعلنة، وأبرزها “إسقاط حكم حماس”، ما يضع مصير الغزيين في مهب الريح.
قطاع غزة بين الحرب والمرحلة الانتقالية
عاش سكان غزة حربًا هي الأقسى في تاريخهم الحديث، تاركة دمارًا واسعًا وجروحًا عميقة في النفوس. هذا الوضع يفتح الباب أمام تكهنات حول مستقبل القطاع، خاصة في ظل تعقيد المفاوضات التي جرت بين حماس وإسرائيل برعاية قطر والولايات المتحدة.
الاتفاق الذي دخل مرحلته الأولى في 19 يناير 2024 ينص على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية من القطاع وعودة النازحين إلى المناطق الشمالية المدمرة. لكن تساؤلات تلوح في الأفق حول ما سيحدث بعد انتهاء الصفقة، في ظل غياب رؤية واضحة بشأن حكم غزة.
تفاصيل الصفقة.. ما الذي تم التوصل إليه؟
تشمل المرحلة الأولى، التي تمتد لستة أسابيع، إطلاق حماس 33 محتجزًا إسرائيليًا مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين. وتشمل القائمة نساء وأطفالاً إلى جانب الرجال فوق سن الخمسين.
لكن القلق الإسرائيلي يتصاعد حول مصير المحتجزين، إذ تشير التقديرات إلى أن عدد الناجين قد يكون أقل مما تتوقعه إسرائيل، ما قد يثير أزمة داخلية.
في المرحلة الثانية، والمقرر انطلاقها بعد 16 يومًا من بداية الصفقة، ستشهد إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين ووقف إطلاق النار بشكل دائم. أما المرحلة الثالثة فستركز على إعادة الجثث والإعمار، بإشراف مصري-قطري-أممي.
حكم قطاع غزة
حماس، من جانبها، تبدو وكأنها تعمل على إعادة ترتيب مؤسساتها، ما يعكس رفضها لأي سيناريو يتضمن انسحابها من المشهد. على الجانب الآخر، أبلغ وفد منظمة التحرير الفلسطينية القيادة المصرية رفضه تشكيل أي لجنة تدير شؤون القطاع إذا كانت مرتبطة بحماس، معتبرًا أن ذلك سيكرّس الانقسام.
مع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، يظل مصير غزة غامضًا، وسط توقعات بأن يشكل هذا الملف نقطة خلاف رئيسية بين الأطراف الفلسطينية والدولية. ومع عودة دونالد ترامب إلى المشهد السياسي في الولايات المتحدة، قد تحمل الأشهر المقبلة قرارات غير متوقعة تزيد من تعقيد الأوضاع.
إسرائيل بين التهديدات والضغوط الدولية
رغم دخول الاتفاق حيز التنفيذ، لم تتوقف إسرائيل عن التصعيد، حيث شنت هجمات في الساعات التي سبقت تنفيذ الصفقة. وتبقى المخاوف قائمة حول مدى التزام الاحتلال بوقف إطلاق النار، لا سيما مع ضغوط داخلية من الأوساط الإسرائيلية المتشددة التي تطالب بإسقاط حماس بالكامل.
مستقبل غزة.. إلى أين؟
وسط هذه التطورات، يبقى سؤال “من سيحكم غزة؟” معلقًا بلا إجابة واضحة. هل ستعيد الحرب صياغة المعادلة السياسية في القطاع، أم أن حماس ستظل الطرف المسيطر؟ الإجابة قد لا تتضح قريبًا، لكنها ستحدد مستقبل غزة وأهلها في مواجهة واقع معقد.