منصة FBC.. وهم الثراء السريع الذي انتهى بعملية احتيال كبرى

شهد الشارع المصري صدمة واسعة بعد إغلاق منصة FBC، التي أوهمت مستخدميها بالربح السريع عبر تنفيذ مهام إلكترونية بسيطة. ومع اختفاء المنصة، وجد أكثر من **مليون شخص** أنفسهم ضحايا لعملية احتيال ضخمة، حيث خسروا أموالهم دون أي إمكانية لاستردادها.
### **آلية الاحتيال: استثمار وهمي ونظام شبكي**
بحسب التقارير، اعتمدت **FBC** على نموذج الاحتيال الشبكي، حيث كان المستخدمون يُحفَّزون على دعوة آخرين للانضمام مقابل وعود بزيادة الأرباح. المهام التي طُلب تنفيذها تضمنت مشاهدة الإعلانات، تنزيل التطبيقات، وتقييمها، بينما تم إيهام المستخدمين بأنهم سيحققون أرباحًا مضاعفة مقابل استثمار أموالهم.
https://twitter.com/AlMasryAlYoum/status/1894133065573630033?s=09
الدكتور **محمد الحارثي**، استشاري أمن المعلومات، كشف أن جميع بيانات المتعاملين مع المنصة تم تسريبها، بما يشمل معلوماتهم الشخصية وسجلات أجهزتهم المستخدمة في الوصول إليها. وأضاف أن هناك العديد من المنصات المشابهة تظهر يوميًا، ورغم جهود الجهات الرسمية لإغلاقها، إلا أن الوعي المجتمعي يظل الحل الأهم لمنع تكرار هذه الجرائم.
### **تحذيرات ونصائح للوقاية من عمليات الاحتيال**
قدّم الحارثي مجموعة من التوصيات لتجنب الوقوع في فخ هذه المنصات:
– **تجنب أي منصة تعدك بتحقيق أرباح دون مجهود.**
– **عدم التعامل مع تطبيقات تدّعي تقديم أموال مقابل مشاهدة الفيديوهات أو اللعب.**
– **رفض أي طلبات لتحويل الأموال لاستثمارها دون ضمانات موثوقة.**
– **الإبلاغ عن المنصات المشبوهة فور اكتشافها.**
### **منصات أخرى تواجه المصير نفسه**
بعد سقوط **FBC**، بدأ مستخدمو منصات أخرى مثل **GME وRGA وHAVAS** في المطالبة باسترداد أموالهم، وسط مخاوف من تكرار السيناريو نفسه. وأفاد **مسعد السيد**، أحد عملاء **GME**، بأن المسؤولين عن المنصة أكدوا له عدم إمكانية استرداد أمواله قبل فترة زمنية محددة، مما زاد من الشكوك حول مصير هذه المنصات.
### **تفاصيل القبض على المتورطين في FBC**
مع تصاعد الغضب الشعبي، أعلنت **وزارة الداخلية المصرية** القبض على 13 متهمًا متورطين في تشغيل **FBC**، بينهم ثلاثة أجانب مرتبطون بشبكة احتيال دولية. وذكرت الوزارة أن إجمالي المبالغ المسروقة تجاوز **2 مليون جنيه**، بينما ضبطت الأجهزة الأمنية أكثر من **1000 شريحة هاتف محمول** وأجهزة إلكترونية استخدمت في الجريمة.
### **العشاء الأخير: كيف جندت FBC ضحاياها؟**
كشفت التحقيقات أن مسؤولي المنصة أقاموا **حفلاً في كورنيش إمبابة** قبل أيام من الإغلاق، حيث أقنعوا المستخدمين بزيادة استثماراتهم وجلب المزيد من العملاء. وخلال الحفل، وعد المتورطون الحاضرين بتحقيق أرباح هائلة، مؤكدين أن المنصة “عالمية وموثوقة”، وهو ما اتضح لاحقًا أنه مجرد **خدعة كبيرة**.
### **ردود الفعل والإجراءات الحكومية**
بعد انتشار القضية، أصدرت الجهات المختصة تحذيرات رسمية من التعامل مع المنصات غير الموثوقة، داعية المواطنين إلى التحقق من أي استثمارات قبل ضخ أموالهم فيها. كما تم تسجيل عشرات المحاضر في مختلف المحافظات لملاحقة باقي المتورطين.
### **الخلاصة**
فضيحة **FBC** ليست الأولى من نوعها، لكنها درس قاسٍ للباحثين عن الربح السريع عبر الإنترنت. ومع استمرار ظهور منصات جديدة بوعود مغرية، يبقى الوعي المجتمعي والتدقيق في مصادر الاستثمار الوسيلة الأهم للحماية من عمليات الاحتيال الإلكتروني.