(مقاومة) تسيء للمقاومة .. كتب إبراهيم ابراش
ابراهيم ابراش
هناك مثل يقول: (كلمة حق يُراد بها باطل) وهذا حالنا مع بعض مُدعي المقاومة المسلحة أو الجهاد،
فالمقاومة حق مشروع من حيث المبدأ لكل الشعوب الخاضعة للأحتلال ولكن الباطل عندما يتم توظيفها لغير الهدف الأساسي لها وعندما يتم توظيفها من طرف دول وجماعات لتحقيق أهداف خاصة بهم حتى لو أدت أعمال المقاومة للإساءة لمبدأ المقاومة والإضرار بالشعب الذي يُفترض أن المقاومة وُجِدت من أجله .
المقاومة لا يمكن أن تكون شرعية ووطنية إلا إذا كان قرارها وطنياً ومحل توافق وطني وإلا أصبحت جماعات المقاومة مجموعات مرتزقة لمن يمولها وبيده قرارها ،للأسف هذا هو حال بعض الفصائل والجماعات المسلحة في فلسطين.
قد يؤلم هذا القول كل وطني يعاني من عربدة المستوطنين ويتوق للتخلص من الاحتلال وخصوصا بعد الجرائم المروعة للاحتلال في غزة، ولكن هذه هي الحقيقة المؤلمة سواء تعلق الأمر بطريقة ممارسة المقاومة عند حركات المقاومة في غزة أو المجموعات المسلحة في مخيمات الضفة.
بعد ما ألحقته حركة حماس من دمار وموت لقطاع غزة ومجمل القضية بعد مغامرتهم الملتبسة في طوفان الأقصى ،وبعد أن ربطت نفسها بما يُسمى محور المقاومة الفارسي الشيعي فإنها بذلك خرجت عن سياق المقاومة الوطنية ،وإن استمر حلفاؤها كحركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية في تبعيتهم لحماس فسينطبق عليهم ما ينطبق على حماس وستكون مسؤوليتهم عما جرى بنفس درجة مسؤولية حماس .
أما بالنسبة للمجموعات المسلحة في مخيم جنين وبقية مخيمات الضفة، ومع اعتقادنا بوجود مسلحين مقاومين وطنيبن إلا أن ما نشاهد ونسمع من تصريحات وفيديوهات تشير الى وجود جماعات بعيدة كل البعد عن الوطنية وبعضها يصرح بولائه لإيران ومعاداته للسلطة الفلسطينية وتكفيرهم وتخوينهم لها.
ومع ذلك لو إفترضنا أن السلطة سكتت عن المسلحين وتزايد عددهم إلى المئات وسيطروا على المخيم وطردوا أجهزة أمن السلطة من المخيم، وسنفترض أن السلطة سكتت عنهم واستمرت بالقيام بواجبها تجاه سكان المخيم بتقديم ما يلزم من خدمات الماء والكهرباء والصحة والتعليم الخ فماذا بعد ؟ سيقول المقاومون إنهم احتلوا المخيم أو حرروه من سلطة أوسلو ومن سلطة الإحتلال كما قالت حماس عندما سيطرت على قطاع غزة عام ٢٠٠٧، فهل سيسكت عنهم الاحتلال ؟وإن سكت فهل هناك إمكانية لينتقلوا لتحرير بقية فلسطين؟ أم سيكون مصير المسلحين والمخيم أو المخيمات نفس مصير قطاع غزة وخصوصا في ظل تصريحات اليمين الصهيوني برغبته بضم الضفة أو اجزاء منها وتهجير سكانها إن أمكن؟
وفوق كل ذلك هل يجوز لبعض الأشخاص والمجموعات المسلحة أن تتحدث باسم الشعب الفلسطيني وتعلن الحرب على إسرائيل بمعزل عن السلطة ومنظمة التحرير وغالبية الأحزاب ومكونات المجتمع الفلسطيني؟