مفاوضات غزة : تبادل الاتهامات بين الطرفين … من المعثر؟
غزة – المواطن
عاد التراشق الإعلامي وتبادل الاتهامات بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تحميل كل طرف الآخر مسؤولية تعثر الوصول إلى اتفاق ينهي الحرب التي تستمر للعام الثاني على التوالي.
حراك الوسطاء وتناقض التصريحات
شهدت الأسابيع الماضية تحركات مكثفة للوسطاء القطريين والمصريين بمشاركة أميركية فاعلة، بهدف التوصل إلى صفقة تنهي الحرب. وبينما أبدت حركة حماس في بيان لها بتاريخ 17 ديسمبر استعدادها للتوصل إلى اتفاق شريطة توقف إسرائيل عن فرض شروط جديدة، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقدم ملموس في المفاوضات خلال جلسة للكنيست في 23 ديسمبر.
غير أن التفاؤل تراجع مع تصريحات صدرت يوم 25 ديسمبر عن حماس، أكدت فيها أن الاحتلال وضع شروطاً جديدة تتعلق بالانسحاب وعودة النازحين، ما أدى إلى تأجيل الاتفاق. وردّ نتنياهو باتهام الحركة بعرقلة المفاوضات والتراجع عن تفاهمات سابقة.
استمرار المعاناة الإنسانية وتصاعد العمليات العسكرية
على الأرض، تستمر العمليات العسكرية في قطاع غزة، حيث نفذت قوات الاحتلال توغلاً برياً في مدينة بيت حانون شمال القطاع، ما أسفر عن تهجير المزيد من السكان. كما خرج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة بعد اقتحامه من قبل الجيش الإسرائيلي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.
تعقيدات الملف وإصرار الطرفين
بحسب تقديرات إسرائيلية، هناك نحو 100 أسير إسرائيلي تحتجزهم حماس، بينهم 60 يُعتقد أنهم على قيد الحياة. وتطالب إسرائيل بكشف مسبق بأسماء الأسرى، وهو ما ترفضه حماس لأسباب أمنية تتعلق بتجنب محاولات الغدر الإسرائيلية.
في المقابل، تؤكد حماس أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقفاً كاملاً لإطلاق النار، عودة النازحين، وانسحاباً إسرائيلياً شاملاً.
فرص الاتفاق والمشهد الدولي
يرى مراقبون أن فرص التوصل إلى اتفاق لا تزال قائمة، رغم حالة التوتر. ويعتقد الكاتب ساري عرابي أن نتنياهو يواصل الضغط العسكري على غزة، معتبراً أن المرونة من قبل المقاومة ستؤدي إلى تحقيق المزيد من المكاسب لإسرائيل.
أما أستاذ العلوم السياسية ناجي شراب، فيرى أن إسرائيل تسعى إلى هدنة مؤقتة قد تشمل تبادل الأسرى، لكنها لا تسعى لإنهاء الحرب بشكل كامل إلا وفقاً لشروطها، وهو ما يعقد المشهد مع قرب تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب منصبه الشهر المقبل.
تطلعات الفلسطينيين
يترقب الفلسطينيون بقلق نتائج المفاوضات، على أمل أن تؤدي إلى صفقة تنهي الحرب وتتيح عودة مليوني نازح إلى مناطقهم. ومع ذلك، تظل المخاوف قائمة من انهيار المفاوضات وسط استمرار العمليات العسكرية والضغط الميداني في قطاع غزة.