أخــبـــــارشؤون فلسطينية

معلقات بلا معيل.. أزواج من غزة يهاجرون بسبب الفقر والبطالة ويتركون زوجاتهم لمصير مجهول

غزة – المواطن

معلقات بلا معيل هنا في غزة،أزواج يهاجرون بسبب الفقر والبطالة ويتركون زوجاتهم لمصير مجهول،في هذا التحقيق يرصد لكم هجرة الأزواج من قطاع غزة بسبب الفقر وضيق ذات اليد وتهربهم من التكفل في نفقات أسرهم وتركهم زوجاتهم وأولادهم بدون معيل وينتهي الأمر بدعوة للتفريق عن الزوج لا تحصل بعدها الزوجة وأولادها على أي من حقوقها الشرعية والقانونية.

سعاد من سكان قطاع غزة، تبلغ من العمر 27 عام، متزوجة ولديها طفلين،قرر زوج سعاد السفر إلى مصر لإجراء عملية جراحية حيث كان يعاني من مضاعفات صحية وكان يأمل بأن يجد لها حل جذري في مصر،وحين وصوله للقاهرة هاتف زوجته كمكالمة أخيرة وبينما كانت توصيه بالاعتناء بنفسه بعد إجراء الجراحة،أخبرها الحقيقة بأنه سافر للبحث عن طريق للهجرة إلى أوروبا ووعدها بأن لن يتخلى عنهم.

تقول سعاد:”كان يتواصل معنا لمدة سنتين عبر السوشيال ميديا وكان يبعت لي كل فترة فلوس،بس أولادي كان بدهم يشوفوا أبوهم مش إلي ببعته،ومن هنا بلشت المشاكل والخلافات وصار يعملي بلوك على حساباته”.

بعد عامين امتنع الزوج عن الإنفاق على سعاد وأولادها واستمر ذلك طيلة ثلاث سنوات.

وتضيف سعاد:”عشت صعوبات ومشاكل كثير كبيرة وما كنت بأخذ أي مساعدات إغاثية ونحن عايشين بمنطقة حدودية شرق قطاع غزة، أصبح عمر ابني 8 سنوات وبنتي 5 سنوات،وزادت مصاريفهم للمدرسة وللروضة وزادت إحتياجاتهم الغذائية.

تراكمت الديون على سعاد ورفعت دعوة قضائية في محاكم غزة للتفريق عن زوجها ثم تحولت فيما بعد لدعوة طلاق على إثرها قام زوجها بتهديدها بحياتها إن أقدمت على ذلك، لكنها مضت في القضية وحصلت على الطلاق في مايو 2022 ولكنها فقدت أيضاً حقوقها الشرعية والقانونية.

لا تتوفر إحصائيات رسمية دقيقة لعدد المعلقات في قطاع غزة وهذا ما ترجعه الوكيل المساعد لوزارة شؤون المرأة في غزة، بأن معظم المهاجرين يسلكون طرق غير شرعية للسفر للخارج وعادة ما يخرج الأزواج نحو مصر ومنها يبحثون عن طرق نحو أوروبا،كما لا توجد في الوزارات الحكومية بغزة دائرة للهجرة أو بوابات رسمية لحسم الأمر.

في سبتمبر 2021 سافر زوج حياة السيد لزيارة أمه المقيمة في مصر وهيا امرأة مسنة ومريضة، في نفس الوقت بحثاً عن عمل،حيث كان واحد من تعداد العاطلين في قطاع غزة ومتزوج من امرأتين يعيشان في منزل واحد.

حياة تقول:”منذ اليوم الأول لوصله القاهرة ما كان يرد على تلفوناتي ولا على تلفونات زوجته الثانية،بعد يومين قلي ما بده يتواصل معنا أبداً وصار يتحجج إنه نفسيته تعبانة وبده يرتاح”.

انقطع الزوج عن التواصل مع حياة وضرتها فترة طويلة وامتنع خلالها عن إرسال أي أموال للإنفاق على الزوجتين وأولادهم،وجدت حياة نفسها وسط أطفالها وأطفال ضرتها الجوعة بلا دخل ولا مصروف،لذلك قررت العمل في بيع الملابس بالشراكة مع ضرتها كما فتحتا سوياً حضانة داخل المنزل لتوفير مصاريف أبنائهن،استمر ذلك 7 أشهر حتى علمت الزوجتين بخطبة زوجهما بسيدة ثالثة في القاهرة ورغبته بالاستقرار هناك وعدم العودة إلى غزة.

رفعت حياة قضية تفريق للضرر في المحكمة وحينها علم الزوج وسوامها على حقوقها الشرعية مقابل الطلاق وإضطرت بضغط من العائلة بالموافقة على ذلك.

وتضيف حياة:”صرفت كل فلوسي على مصاريف المحامي وحتى ورقة الطلاق إلى بعتلي إياها عن طريق السفارة أنا الي دفعت حقها”.

مركز شؤون المرأة في قطاع غزة أجرى دراسة على عينة مكونة من 255 سيدة ممن هاجر أزواجهن وما ترتب على هذه الهجرة من تداعيات على المرأة والأسرة،هذه الدراسة تمت بسبب ارتفاع معدلات الهجرة من قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة وزيادة عدد الشكاوي وطلبات المساعدة من زوجات المهاجرين.

خرجت نتائج دراسة بأن ربع الأزواج من إجمالي عينة البحث قد تزوجوا ببلاد المهر و 82% من الأزواج هاجروا بصورة دائمة ولم يعودوا مرة أخرى للقطاع،وأن 40% من السيدات محل الدراسة بعن ذهبهن للإنفاق على أولادهن، ووفق الدراسة فإن 37,3% من الأزواج هاجروا إلى دول أوروبية و3,7% هاجروا إلى دول عربية، وفي جميع الحالات أدت الهجرة لخروج الزوجة للعمل لتعيل أسرتها.

حال أمينة كحال الكثير من نساء غزة،غادر زوجها القطاع إلى بلجيكا ووعدها بأنها ستحلق به بعد استقرار أموره هناك وإيجاد عمل مناسب،ومر عام وعاملين وخمسة ولم يفي بالوعد.

أمينة تقول:”لدي طفلتين وحدة بعمر خمس سنوات والثانية بعمر 8 سنوات،تعبنا كثير بحياتنا واحنا نستناه وبناتي اشتاقوا لأبوهم وكانوا بيحلموا يسافروا عنده بسبب يلي رسمه إلنا عن الحياة برا،وبالاخر قطع تواصله معنا”.

وكغيرها من زوجات المهاجرين أصبحت أمينة بلا مصدر دخل وكثيراً ما نامت الطفلتين وهم جياع،ساء الحال أكثر وطلبت الإستغاثة من والدهم الذي أغلق كل حسابات التواصل معها،حينها أدركت أن الحياة بالخارج سرقته منهم ولم يكن لها خيار إلا الخروج للمحاكم للحصول على نفقة في أكتوبر 2020 ،ثم حصلت على حكم التفريق للضرر من الغياب في مارس 2021 ولكنها لم تحصل على أي من حقوقها الشرعية أيضاً.

يسمح القانون الفلسطيني للزوجة طلب التفريق بعد مرور عام على انقطاع التواصل مع الزوج وتوفع دعوة التفريق للضرر من الغياب وإن ثبت للمحكمة الشرعية ذلك تحكم في التفريق.

بلغ عدد المهاجرين من قطاع غزة والضفة 12 ألف و369 مهاجراً خلال عام 2021 فقط،بينما ارتفع نسبة النساء المعيلات لعائلاتهم في قطاع غزة من 7% عام 2007 إلى 25% في عام 2020، وواقع الحال ينظر بظروف أسوء لنساء غزة المعلاقات بلا معيل.

زر الذهاب إلى الأعلى