أخــبـــــار

تقرير: غزة في مرمى السياسة الإسرائيلية: الحرب أولوية والتهدئة مستبعدة

القدس المحتلة – المواطن

تشير المعطيات إلى أن الاعتبارات الحزبية والسياسية تلعب دوراً حاسماً في قرارات الحكومة الإسرائيلية بشأن الحرب في غزة وملف الأسرى، ما يجعل التوصل إلى تهدئة أو إنهاء الحرب خياراً بعيد المنال في الوقت الراهن.

وفي هذا السياق، قال مصدر فلسطيني مسؤول في حديث مع “المواطن”، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يضع تحقيق التهدئة ضمن أولوياته الحالية، معتبرًا أن الوضع الراهن يخدم مصالح حكومته السياسية.

ويبدو أن العمليات العسكرية المستمرة جزء من استراتيجية الحكومة لتعزيز نفوذها، ما يضعف احتمالات التوصل إلى أي اتفاق تهدئة أو هدنة في المدى القريب.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية ناقشت مؤخراً إمكانية التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مشابه لما جرى في لبنان، مع الحديث عن احتمالية صفقة لإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وذكرت قناة 13 الإسرائيلية أن عدد الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة بلغ 101 شخصاً، وتساءلت عن إمكانية أن يبشر وقف إطلاق النار في لبنان بتحقيق تقدم في ملف الأسرى. وأوضحت مراسلة الشؤون السياسية في القناة، موريا أسرف وولبيرغ، أن إنهاء المواجهة في الشمال قد يمنح إسرائيل فرصة أكبر لممارسة الضغط على حماس للدفع باتجاه مفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى.

اختلافات بين غزة ولبنان
رغم هذه الطروحات، يرى آفي إيسسخاروف، مراسل الشؤون العربية في صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن الوضع في غزة يختلف جذرياً عن لبنان. أشار إلى أن حماس لم تسارع إلى وقف إطلاق النار رغم تصاعد الضغط العسكري عليها، وأن حكومة إسرائيل ليست معنية بإنهاء الحرب في غزة لأسباب حزبية وأخرى استراتيجية.

وأضاف إيسسخاروف أن إنهاء المواجهة في لبنان لا يعني نهاية قريبة للحرب في غزة، حيث تبدو الحكومة الإسرائيلية مصممة على مواصلة العمليات العسكرية في القطاع خلال الفترة المقبلة.

مخاوف من الثمن الباهظ
لينوي بار غيفن، صحفية ومقدمة برامج إسرائيلية، حذرت من أن تأخير إتمام صفقة الأسرى سيرفع التكلفة على إسرائيل، مشيرة إلى أن حماس ثابتة على مواقفها ولن تتنازل بسهولة. ووصفت احتمال الحكم بالإعدام على الأسرى بأنه “فضيحة أخلاقية وسياسية لإسرائيل”.

الاعتبارات السياسية تتحكم بالمشهد
من جانبه، اعتبر يايا بينك، من “مؤسسة مجموعة المساواة في الخدمة في الاحتياط”، أن الحكومة الإسرائيلية الحالية، بقيادة بنيامين نتنياهو، تُبقي الحرب مشتعلة في غزة لدوافع سياسية. أشار إلى أن وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش يدفعان باتجاه تحقيق طموحات استيطانية في غزة، ما يجعل نتنياهو رهينة لهما.

وبحسب قائد الفيلق الشمالي السابق، نوعام تيبون، فإن حسابات حزبية بحتة تمنع حكومة نتنياهو من التوصل إلى صفقة تبادل أسرى أو إنهاء الحرب في غزة، خوفاً من انهيار الحكومة.

نتنياهو بين الضغوط الداخلية والمحكمة
داني ياتوم، الرئيس السابق لجهاز الموساد، قدم تفسيراً أكثر حدة، قائلاً إن نتنياهو يرفض إتمام صفقة الأسرى خوفاً من انهيار حكومته. وأشار إلى أن استمرار الحرب يخدم مصلحته السياسية، لأنه إذا انهارت حكومته قد يجد نفسه أمام القضاء بمفرده لمواجهة التهم الموجهة إليه.

 

زر الذهاب إلى الأعلى