مجتمع

محطات فضائية صغيرة سترث محطة الفضاء الدولية

وكالات- المواطن

في غضون ثماني سنوات من الآن، تنتهي خدمة محطة الفضاء الدولية.

ومع ذلك فإن ارتياد البشر للفضاء لن يتوقف مع توقف محطة الفضاء الدولية. فهناك مشاريع أخرى، وفق تقرير لـ”بي بي سي”.

ففي مدار الأرض، ثمة آمال تدور في فلك أن تحل محطاتُ فضاء تجارية جديدة محلّ محطة الفضاء الدولية. وبالفعل أسندت وكالة ناسا مهمة نقل بشر إلى مدار منخفض حول الأرض لشركتَي “سبيس إكس” و”بوينغ” في الولايات المتحدة.

وبدأت ناسا كذلك بمنْح عقود بقيمة مئات الملايين من الدولارات لشركات من أجل تطوير محطات فضاء جديدة – وهذه قد تكون معامل بحثية صغيرة أو مقاصد لسائحين، بما يبقي على الوجود البشري في مدارٍ حول الكوكب.

وبالنسبة لـ”ناسا”، فإن التخفف من أعباء ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار على محطة الفضاء الدولية كل عام، سيسمح لوكالة الفضاء بتوجيه اهتمامها لأهداف أخرى في مجال استكشاف الفضاء، وعلى وجه التحديد إرسال روّاد فضاء إلى القمر والمريخ مجددا.

وتشتغل وكالة ناسا في الوقت الراهن على برنامج أرتيمس الذي يستهدف العودة إلى سطح القمر. وفي عام 2024، سيحلّق أربعة من رواد الفضاء حول القمر لأول مرة منذ رحلة أبولو-17 في عام 1972.

تاريخ محطة الفضاء الدولية

بدأ مشروع محطة الفضاء الدولية في عام 1998 بإطلاق الروس وحدة “زاريا”، كأول مكوّن من مكوّنات محطة الفضاء الدولية، ثم تضافرت جهود عشرات الدول حول العالم لتشييد أضخم بناء من صُنع الإنسان في الفضاء.

ولعل أبرز ما لفت الأنظار في ذلك كان الشراكة بين خصمين لدودين، هما الولايات المتحدة وروسيا، بعد نهاية الحرب الباردة وسقوط الاتحاد السوفييتي.

وكانت نتيجة هذا التعاون محطة فضاء عملاقة بحجم ملعب لكرة القدم وزنها أكثر من 400 طن، تدور حول كوكب الأرض بسرعة 18 ألف ميل في الساعة (28,980 كيلومترا في الساعة)، بتكلفة ناهزت الـ150 مليار دولار.

وأصبحت المحطة مأهولة بروّاد الفضاء منذ أن دخلها أول طاقم في تشرين الثاني/ نوفمبر 2000.

لكن مكونات المحطة باتت قديمة، ولهذا فقد تقرَّر إنهاء خدمتها في 2031 عبر سحْبها إلى الغلاف الجوي للأرض قبل تحطيمها فوق مياه المحيط.

وأجريت آلاف التجارب العلمية في محطة الفضاء الدولية، عبر كلا الجانبين الأمريكي والروسي. وبنى الأوروبيون واليابانيون وحدات إضافية تمّ ضمّها لاحقا إلى محطة الفضاء الدولية.

وتضمّنت التجارب أبحاثا في أمراض عضال ومزمنة مثل الزهايمر والشلل الرعاشي، فضلا عن دراسات تستهدف تطوير طرقٍ لزراعة محاصيل غذائية في الفضاء مثل الخس والفجل.

وكان العيش والعمل في محطة الفضاء الدولية “تجربة رائعة” بحسب فرانك دي وين، رائد الفضاء البلجيكي الذي قدِم من وكالة الفضاء الأوروبية في زيارتين للمحطة الدولية في 2002 و2009.

وبخلاف البحث العلمي، يرى البعض أن المنجز الأساسي لمحطة الفضاء الدولية كان تعزيز حضارة البشر، بوصفهم كائنات ترتاد الفضاء، وقبل تدشين المحطة الدولية كانت هناك محاولات تمثلت في تسيير رحلات فضائية طويلة الأمد، ومن ذلك قيام روّاد فضاء روس برحلة استغرقت نحو عام عبر مركبة مير الفضائية. لكن بمحطة الفضاء الدولية انتقلت الصناعة إلى مستوى آخر، بحسب لورا فورشيك، من شركة الاستشارات الفضائية أستراليتيكال، وفي ذلك تقول لورا: “لقد غيّرت [محطة الفضاء الدولية] وجهة نظرنا حول ما تعنيه حضارة ارتياد الفضاء”.

زر الذهاب إلى الأعلى