شؤون فلسطينية

مجدلاني يدعو لنهج مختلف مع الإدارة الأمريكية

رام الله – المواطن

بدأت اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، اجتماعات دورتها العادية، تحت عنوان “شهداء اللجنة المركزية”، اليوم الجمعة، في مقر الجبهة الرئيس بمدينة البيرة وفي مختلف الساحات عبر تقنية “زوم “، بعد افتتحها الأمين العام، د. أحمد مجدلاني بكلمة شاملة.

واستهل الأمين العام الجلسة العلنية للدورة، بكلمة افتتاحية قائلا بأننا نمر في مرحلة انتقالية صعبة وحساسة نشهد فيها انتقالي تدريجي صعب وصراع مرير للانتقال من عالم احادي القطبية سيطرة عليها أمريكا بعد انهيار المعسكر الاشتراكي نحو عالم متعدد الأقطاب اكثر عدلا ومساواة وانضباطا للقانون الدولي والشرعية الدولية وانحيازا لمصالح الشعوب النامية بدلا من الاستغلال والعولمة وسياسات الليبرالية المتوحشة التي نهبت مقدرات شعوب العالم وهذا يتطلب اصلاح منظومة الأمم المتحدة المتهالكة ونظام الفيتو التي أسست ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا الشعوب المستضعفة أساسا لشل قدرتها على النهوض بمسؤولياتها.

وشدد على ان هناك أهمية بالغة للعمل على اصلاح نظام الأمم المتحدة وبما يشمل ثلاثة عناصر رئيسية، تتعلق بتوسيع العضوية في مجلس الأمن لتمثل القارات بشكل عادل ومتوازن ، وتقييد استخدام حق النقد “الفيتو” ، والتأكيد أن قرارات الأغلبية في الجمعية العامة للأمم المتحدة هي قرارات ملزمة التطبيق لمجلس الأمن الدولي، وأن تترافق خطة الإصلاح هذه مع النضال الأممي المشترك من أجل إعادة بناء النظام الدولي والانتقال به الى نظام متعدد الأقطاب، يضمن حفظ السلام والاستقرار الدوليين، ويعزز العدالة والانصاف وحق الشعوب في تقرير مصيرها ويضع حداً للهيمنة الامبريالية والاستفراد الأمريكي.

وفي الشأن الدولي أيضا، توقف الأمين العام مطولا امام فوز دونالد ترامب وانعكاسات ذلك على الوضع الفلسطيني، وبالأخص على حرب الإبادة في غزة، المستمرة منذ أكثر من أربعة عشر شهراً، وتصاعد الانتهاكات الاسرائيلية في القدس وباقي انحاء الضفة الغربية من قبل قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين الفاشية، وكذلك على دعوات اركان حكومة نتنياهو لضم الضفة.

ودعا الى تعامل مختلف مع الإدارة الامريكية وعبر رؤية جديدة ونهج جديد بالتعامل مع المرحلة الجديدة ومتطلباتها، بما في ذلك نهج فلسطيني وادوات جديدة مع إدارة جيدة قديمة، ولانتقال لحوار استراتيجي مع الادارة الجديدة بدلا من تبادل الرسائل وذلك بتشكيل فريق سياسي لإداره الحوار معها استنادا للخبرات المتراكمة. واكد الحرص على التعاون مع اي ادارة على اساس مصالح شعبنا وبما يخدم قضيته وانهاء الاحتلال والتمسك بالقانون الدولي والشرعية الدولية كأساس للحل السياسي وان صفقة القرن بزيادة او نقصان كانت وما تزال وستبقى مرفوضة.

وتناول الأمين العام بالشريح الحالة الإقليمية وخصوصا في الأقطار العربية في ظل اعادة مسار التطبيع وتوظيف الحرب على غزة والتغيير بالمنطقة لصياغة شرق اوسط جديد .

وفيما يتعلق بالوضع المستجد في سوريا قال موقفنا المبدئي الحرص على وحدة سوريا واراضيها وسيادتها، ونحن مع اختيارات الشعب السوري الشقيق وندعمها بالتحول الديمقراطي وبناء سوريا المستقبل ، ونحرص على مد التعاون مع القادة الجدد لان ما يجمعنا العمق الاستراتيجي لفلسطين (الديموغرافيا ) والمصالح السياسية ولذا نعمل على رسم خارطة مصالح مشتركة على قاعدة الاحترام المتبادل . وان الموقف من أي نظام يستند الى موقفه من القضية الفلسطينية.

وفي الشأن الوطني الفلسطيني حيث تتصاعد المخاطر الوجودية، قال أن اولوياتنا الان مواجهة سياسة الضم والاستيطان وشطب حل الدولتين في ظل الانزياح المتواصل بالمجتمع الاسرائيلي نحو التطرف والعنصرية الفاشية الجديدة مؤكدا أن لا رهان ولا اوهام لدينا مع حكومة نتنياهو، بن غفير، سموترتش.

ودعا د.مجدلاني حركة حماس الى تحمل مسؤولياتها واثبات جديتها بالاعلان عن انهاء حكمها غير الشرعي لقطاع غزة وتسليم ما تبقى من غزة للسلطة الوطنية والحكومة الشرعية صاحبة الولاية الجغرافية والسياسية مؤكدا ان عليها فعل ذلك دون انتظار ثمن سياسي مقابله.

وشدد في هذا الاطار على المفاوضات بشأن وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى وكذلك اليوم التالي للحرب ومستقبل غزة هو شأن وطني فلسطيني وليس شأن يخص حماس بسلطتها غير الشرعية، مطالبا ايها باستلهام تجربة حزب الله في هذا الشأن، والتخلي عن سياسية المحاور الإقليمية، و بمراجعة سياسية جادة وشاملة لتؤهلها لتصبح شريكا في النظام السياسي الفلسطيني.

وقال ان اولوياتنا هي وقف الحرب وإعادة فتح المعابر كافة وفي المقدمة معبر رفح وتسهيل وتسريع الإغاثة حيث شعبنا يواجه الموت جوعا، والانسحاب الإسرائيلي الكامل دون اقتطاع وان اليوم التالي هو شـأن داخلي انطلاقا من وحدة الجغرافيا، وحدة النظام السياسي والولاية الجغرافية السياسية والقانونية.

وجدد الأمين العام التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في النضال للخلاص من الاحتلال واستعادة حريته وحقوقه داعيا الى تعزيز الصمود وتفعيل المقاومة الشعبية بكافة اشكالها والى تشكيل حكومة توافق وطني تنهض بالمسؤوليات والاعباء بعد انتهاء الحرب على غزة.

وتناقش اللجنة المركزية للجبهة في دورة اجتماعاتها والتي تشكل الجهة التشريعية داخليا، جملة من المواضيع التنظيمية الداخلية والتقارير بأوراق العمل، والقضايا السياسية بغية اتخاذ قرارات ورفع توصيات تحدد وترسم سياسية الجبهة ، ومن المقرر ان تستمر اعمال هذه الدورة لمدة يومين متتاليين.

زر الذهاب إلى الأعلى