مجدلاني يطالب بالتدخل لمنع “إسرائيل” من هدم منطقة الخان الأحمر وضمها
رام الله – المواطن
دعا د.أحمد مجدلاني، وزير التنمية الاجتماعية، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، اليوم الإثنين، الولايات المتحدة وأوروبا إلى التدخل الفوري وقطع الطريق أمام أية خطوات فعلية قد تتخذها الحكومة الإسرائيلية، لهدم منطقة “الخان الأحمر” وتهجير سكانها.
جاء ذلك في تعقيب من مجدلاني لوكالة أنباء الشرق الأوسط على تصريح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عصر اليوم، بأن منطقة “الخان الأحمر سيتم هدمها، ليس فقط لكونها منطقة غير قانونية، بل لكونها أيضًا منطقة إستراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل”، على حد قوله.
وأضاف مجدلاني: “أية خطوات فعلية ستتخذها حكومة الثلاثي (نتنياهو-بن جفير-سموتريتش) تجاه منطقة الخان الأحمر لتهجير سكانها وهدمها من شأنها أن تؤدي أيضًا إلى إشعال فتيل من المواجهات التي قد يكون لها آثار ليس فقط على الأمن والاستقرار في فلسطين فقط بل والمنطقة بشكل عام”.
وأردف يقول: “هذا التصريح ليس مستغربًا على (سموترتيش) المعروف بعنصريته وتوجهاته الفاشية وبمواقفه تجاه الفلسطينيين.. المسألة ليست مسألة استراتيجية من الناحية الأمنية لإسرائيل ولا قضية تمس الأمن الإسرائيلي بقدر ما هي قضية تمس بالأساس الرؤية الاستيطانية ورؤية الضم للاراضي الفلسطينية ورؤية الفصل العنصري”.
وقال مجدلاني: “ننظر بخطورة شديدة إلى هذه التصريحات.. حكومة نتنياهو والحكومات الإسرائيلية السابقة حاولت التهرب من تنفيذ قرار المحكمة العليا بهدم منطقة (الخان الأحمر) لتفادي الصدام مع المجتمع الدولي… ونحن نرى بن جفير وسموتريتش يدفعان الآن الأمور لمزيد من التصعيد وإلى مزيد من الاشتباك مع المجتمع الدولي.. وخاصة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إزاء العديد من القضايا التي تشكل تهديدًا للامن والسلم في المنطقة ومن الممكن أن تؤدي إلى نتائج غير محسوبة”.
وعن سياسة العقاب الجماعي التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي الآن تجاه مدينة “أريحا” ومنطقة الأغوار الشمالية، علق وزير التنمية الاجتماعية: “هي ليست سياسة جديدة وإنما هي سياسة قديمة جديدة والعقوبات الجماعية التي تفرضها سلطات الاحتلال بالحصار بذريعة أن هناك عمليات عسكرية ومسلحين يستهدفون المستوطنين وجنود الاحتلال … والحصار لا يتعلق بمناطق في الضفة الغربية فحسب، لكن قطاع غزة أيضًا يعاني من الحصار منذ عام 2007 .. والحصار باشكال متنوعة وهذا اثر على حياة ومعيشة السكان الاقتصادية والاجتماعية وحتى على أوضاع سكان القطاع النفسية”.
وأضاف مجدلاني “خلال هذه المدة تعرضت غزة إلى أربعة اعتداءات كبيرة دفع فيها الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا من مُقدراته الاقتصادية والاجتماعية وممتلكاته .. وبالتالي نحن أمام وضع ليس بجديد، وهذه السياسة التي تعتقد إسرائيل أنها من الممكن أن تفرض من خلالها أمرًا واقعًا يجعل الفلسطينيين يقبلون للاحتلال والتعايش معه، هي سياسة ثبت فشلها وعجزها لأن هذه السياسة لم تستطع أن تفرض هذا الواقع منذ عام 1967 وحتى الآن، بما في ذلك على أوضاع شعبنا في أرض الـ 48 ومنذ قيام الكيان الإسرائيلي وحتى الآن”.
ويعيش زهاء 200 مواطن فلسطيني، أكثر من نصفهم من الأطفال، خطر هدم مساكنهم وترحيلهم عن أرضهم ومصدر رزقهم في قرية الخان الأحمر، الواقعة على بعد 15 كم شرقي القدس المحتلة. وتعود أصول أهالي القرية لقبيلة الجهالين البدوية، التي طُردت على يد عصابات صهيونية من النقب الفلسطيني عام 1952.
واحتُلّت قرية الخان الأحمر عام 1967، وكانت واحدة من 46 تجمعًا بدويًا فلسطينيًا في الضفة الغربية المحتلة، وأقيمت على أراضيها عام 1977 مستوطنة “معاليه أدوميم”، وهي ثاني أكبر مستوطنة في الضفة الغربية، التي شكلت أول محطة في التضييق على بدو القدس.
ويقع الخان الأحمر ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروع “E1” الاستيطاني، الهادف للسيطرة على 12 ألف دونم ممتدة من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، وتفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع فصل جنوب الضفة عن وسطها.
وتمثل قرية الخان الأحمر البوابة الشرقية للقدس المحتلة، وإفشال المخطط الاستيطاني يعني إفشال تقسيم الضفة الغربية لكانتونات، كما تفيد هيئة مقاومة الجدار والاستيطان