آخر الأخبارأخــبـــــار

ما هي لعنة العقد الثامن لليهود التي تحدث عنها أبو عبيدة ؟

غزة – المواطن

لم يكن “أبو عبيدة” أول من تحدث عن “لعنة العقد الثامن”، والمقصود بها مرور 80 عاماً على قيام دولة “إسرائيل”.
خلال كلمته، يوم السبت 28 أكتوبر، قال الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الملقب بـ “أبو عبيدة”، إن انكسار الصهيونية قد بدأ، ولعنة العقد الثامن ستحل عليهم وليرجعوا إلى توراتهم وتلمودهم ليقرؤوا ذلك جيداً ولينتظروا أوان ذلتهم بفارغ الصبر.

ولم يكن “أبو عبيدة” أول من تحدث عن “لعنة العقد الثامن”، والمقصود بها مرور 80 عاماً على قيام “إسرائيل”، حيث انهارت “مملكة إسرائيل” التاريخية سنة 586 ق.م بعد مرور 8 عقود على إنشائها، لذلك تعتبر هذه المدة الزمنية ذات شؤم لدى اليهود.

وفي السنوات الأخيرة، عبَّر العديد من السياسيين والكتاب الصهاينة عن قلقهم البالغ حول مستقبل “إسرائيل” واستمراها، مع دخول العقد الثامن حيث مضى على تأسيسها حتى اليوم 75 عاماً.

دلائل تاريخية

بحسب الروايات الإسرائيلية التاريخية، فإن غالبية ممالك بني “إسرائيل” بعد النبي سليمان انهارت خلال العقد الثامن، ولم تُعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانتا بداية تفكّكها في العقد الثامن.

وأعادت الحرب الإسرائيلية على غزة الحديث عن نبوءة زوال “مملكة إسرائيل” التي ذكرتها التوراة، ولكن قبل الحرب، وتحديداً في العام الماضي، أبدى رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، مخاوفه من زوال دولة الاحتلال قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسها.

واستشهد باراك حينها في ذلك بـ”التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين”.

وفي مقال له بصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية قال باراك: “على مرّ التاريخ اليهودي لم تعمر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن”.

وأضاف قائلاً إن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن، وذكر أنه يخشى أن تنزل بها “لعنة العقد الثامن” كما نزلت بسابقاتها.

وأضاف باراك أن “العقد الثامن بشّر في الحالتين ببداية تفكك السيادة، ففي العقد الثامن من وجودها انقسمت مملكة سلالة داود وسليمان إلى يهودا وإسرائيل، وفي العقد الثامن لمملكة الحشمونائيم نشأ استقطاب داخلي، وممثلو الأجنحة حجّوا إلى بومبيوس في سوريا، وطلبوا تفكيك مملكة الحشمونائيم وأصبح جناحهم تابعاً لروما حتى خراب الهيكل الثاني”.

وتابع باراك: “المشروع الصهيوني هو المحاولة الثالثة في التاريخ.. ووصلنا إلى العقد الثامن ونحن كمن استحوذ عليهم الهوس، بتجاهل صارخ لتحذيرات التلمود، نعجل النهاية، وننغمس في كراهية مجانية”.

ظروف موضوعية

وتشهد “إسرائيل” خلال السنوات الماضية وتحديداً مع دخول العقد الثامن في العام 2018، انقساماً حاداً أدى لسلسلة انتخابات برلمانية وحكومات مختلفة خلال فترات زمنية قصيرة، لم يسبق أن شهدت مثلها منذ نشأتها.

وعبر العديد من الساسة الصهاينة عن توجسهم من استمرار “إسرائيل” موحدة وقوية، ولعل أرفع تصريح حيال ذلك جاء للرئيس الإسرائيلي السابق رؤوفين ريفلين، في مؤتمر هرتسيليا عام 2017، عندما قال إن “الانقسام الموجود في المجتمع الإسرائيلي والقائم على مستوى الهوية والتوجهات، يجبر قادة البلاد على مواجهة أسئلة صعبة، أهمها هل نحن معشر الصهيونية نستطيع التسليم بهذا الواقع؟ هل نستطيع أن نسلّم بالحقيقة بأن نصف السكان في إسرائيل (عرب ويهود أصوليون) لا يعرفون أنفسهم كأتباع المعسكر الصهيوني؟ ولا ينشدون النشيد الوطني؟”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، نفسه دعا في العام 2021 لـ “التركيز على عدم الانهيار من الداخل؛ لأن أشد ما يواجه إسرائيل هو خطر التفكك داخلياً، وبالتالي الاندثار كما حصل بممالك اليهود السابقة”.

قراءة إسلامية

وأولى باحثون عرب ومسلمون اهتماماً بما أسموه “نهاية إسرائيل”، وزادت فرضية اعتقادهم مع المواجهات الأخيرة بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، ومع ارتفاع قدرة المقاومة على الردع في السنوات الأخيرة بفعل برنامج عسكري طموح.

وتزايد الحديث عن هذا الأمر مؤخراً، وكان أبرزه ما طرحه الشيخ الفلسطيني المهتمّ بتفسير القرآن وعلومه، الشيخ بسام جرار، الذي يرى أن “إسرائيل” ستزول في خلال عقدها الثامن، وتحديداً في الفترة ما بين 2022 و2028.

أما الشيخ الشهيد أحمد ياسين، مؤسس حركة “حماس”، ففي شهادته على العصر في قناة “الجزيرة”، التي بثت في العام 1999، قال إنه في عام 2027 لن يكون هناك “إسرائيل”.

وكانت نبوءته تقوم على تغير الأجيال حيث قال: “القرآن حدثنا أن الأجيال تتغير كل 40 عاماً، في الأربعين الأولى كان عندنا نكبة، وفي الأربعين الثانية أصبح عندنا انتفاضة ومواجهة وتحدٍّ وقتال وقنابل، وفي الأربعين الثالثة تكون النهاية إن شاء الله”، مضيفاً: “هذا استشفاف قرآني، فحين فرض الله على بني إسرائيل التيه أربعين عاماً، لماذا؟ ليغير الجيل المريض ويأتي بجيل مقاتل، وجيل النكبة بدّله الله بجيل الانتفاضة، والجيل القادم هو جيل التحرير إن شاء الله تعالى”.

وفي 2010، سربت بعض المواقع الإلكترونية الأجنبية تقريراً للمخابرات المركزية الأمريكية “CIA” يخص “إسرائيل”، حيث أعربت عن شكوكها في بقائها بعد 20 عاماً.

وتنبأ التقرير بتحول مشروع حل الدولتين غير القابل للتطبيق إلى مشروع حل الدولة الديمقراطية الواحدة التي يتمتع فيها المواطن بكامل حقوق المواطنة بالتساوي بمعزل عن عرقه أو قوميته.

وخلص التقرير إلى أنه دون عودة لاجئي عام 1948 و1967 “فلن يكون هنالك حل دائم ومستقر في المنطقة”، لكنه أوضح أن عودتهم ستتسبب برحيل أكثر من مليوني إسرائيلي إلى الولايات المتحدة في السنوات الـ15 القادمة، وأن هناك زهاء 500 ألف ما زالوا يحتفظون بجوازات سفرهم الأمريكية، وأن من لا يملك جواز سفر أمريكياً أو أوروبياً تقدم بطلب للحصول عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى