ما هو اتفاق فض الاشتباك؟.. وما هي المنطقة العازلة بين “إسرائيل” وسوريا؟
غزة – المواطن
عقب تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي علق فيها على سقوط نظام الأسد في سوريا، وأعلن خلالها “انهيار” اتفاق فض الاشتباك الموقع عام 1974، وأنه أمر بـ “الاستيلاء” على المنطقة العازلة.
فما هي المنطقة العازلة؟ وما هو اتفاق فض الاشتباك؟
أوضح نتنياهو أن “الجميع بات يدرك الأهمية البالغة لسيطرة إسرائيل على هضبة الجولان”، التي أكد أنها “ستبقى إلى الأبد جزءاً لا يتجزأ من إسرائيل”.
ومنذ نهاية الحرب العالمية الأولى في عام 1918، خضعت المناطق التي كانت تسيطر عليها الدولة العثمانية إلى سلطات انتدابية تتبع دول الحلفاء المنتصرة في الحرب، حيث قُسّمت المنطقة التي تشكّل اليوم سوريا ولبنان وإسرائيل والأراضي الفلسطينية، بين سلطتي الانتداب البريطانية والفرنسية.
وفي عام 1923، تم ترسيم الحدود بين الانتداب الفرنسي على سوريا ولبنان، والانتداب البريطاني على فلسطين – الذي شمل المناطق التي تشكل اليوم إسرائيل والأراضي الفلسطينية.
واتفقت باريس ولندن حينها على ترسيم الحدود بحيث تكون هضبة الجولان بأكملها ضمن مناطق الانتداب الفرنسي، وبحيرة طبريا بأكملها ضمن الانتداب البريطاني.
وانتهى الانتداب الفرنسي على سوريا سنة 1946، وأصبحت هضبة الجولان جزءاً من الجمهورية السورية.
لكن في أعقاب قيام دولة إسرائيل سنة 1948، اندلعت الحرب العربية الإسرائيلية، التي كانت سوريا طرفاً فيها.
ثمّ توصلت سوريا وإسرائيل إلى اتفاق هدنة سنة 1949 نصّ على حدود لوقف إطلاق النار بينهما، وكانت مشابهة تقريباً للحدود التي أُقرّت سنة 1923، مع إقامة مناطق منزوعة السلاح قرب بحيرة طبريا وسهل الحولة.
وفي حرب عام 1967، احتلت إسرائيل غالبية هضبة الجولان، بما في ذلك مدينة القنيطرة، إلى جانب سفوح جبل الشيخ “جبل حرمون” إلى الشمال من الجولان، ثمّ توصلت سوريا وإسرائيل إلى اتفاق هدنة يتضمن خطّاً لوقف إطلاق النار أصبح يُعرف بالخطّ البنفسجي.
وفي حرب عام 1973، هاجمت القوات السورية هضبة الجولان، واستطاعت التقدم في بعض المناطق، خاصة في الأجزاء الجنوبية من الهضبة، لكن القوات الإسرائيلية شنت هجوماً مضاداً واستعادت السيطرة على الهضبة.
وتوغلت القوات الإسرائيلية شرق الخط البنفسجي في الجزء الشمالي من هضبة الجولان، واحتلت مناطق إضافية في العمق السوري لم تكن تحتلها قبل العام 1973، بما في ذلك مناطق على طول الطريق بين هضبة الجولان والعاصمة دمشق، وقمة جبل الشيخ.
ليأتي العام 1974، حين توصلت سوريا وإسرائيل إلى اتفاقية هدنة عُرفت باسم “اتفاقية فض الاشتباك”، انسحبت إسرائيل بموجبها من كافة المناطق التي احتلتها في حرب 1973، إضافة إلى مناطق محدودة احتلتها في عام 1967 تشمل مدينة القنيطرة.
في المقابل، اتفق الطرفان على إنشاء منطقة عازلة “منطقة فصل” بين الجزء الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان وبين سوريا، وتكون هذه المنطقة داخل الأراضي التي تخضع لسيطرة سوريا شرق الخط البنفسجي، وعلى طول امتداد الخط من جبل الشيخ شمالاً وصولاً إلى الحدود بين سوريا والأردن جنوباً.
وتولت سوريا الإدارة المدنية داخل منطقة الفصل، مع بقاء الجيش السوري خارج حدودها.
كما تضمنت الاتفاقية منطقة تمتد بالتساوي على جانبي الحدود، يكون حجم الوجود العسكري فيها محدوداً للطرفين وفق تفاهمات معينة.
وشملت الاتفاقية كذلك بنوداً أخرى مثل تبادل رهائن الحرب، وجثامين الجنود القتلى بين الطرفين.
وتمتد منطقة الفصل على طول 75 كيلومتراً من الشمال إلى الجنوب، وبعرض يتراوح بين 200 متر و10 كيلومترات،
وتتمركز داخل المنطقة قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك “أندوف”، التي تتولى مسؤولية مراقبة وقف إطلاق النار بين الطرفين.
وتم تشكيل تلك القوة – التي تتألف من نحو 1200 فرد، من 13 دولة – وفق قرار مجلس الأمن رقم 350 سنة 1974 في أعقاب توقيع اتفاقية فض الاشتباك، ومنذ ذلك الحين، يتم تمديد تفويض القوة كل ستة أشهر من قبل المجلس، وفي نهاية يونيو/حزيران 2024، جدد مجلس الأمن تفويضها حتى نهاية 2024.
وبقيت اتفاقية فض الاشتباك حيز التنفيذ مدة 50 عاماً، رغم حدوث “انتهاكات” خلال الحرب الأهلية السورية، تمثلت في “زيادة الأنشطة العسكرية في منطقة الفصل” وفقاً للأمم المتحدة.