ما أسباب الإضراب “النادر” الذي يهدد هوليوود؟
وكالات- المواطن
تواجه هوليوود أكبر حراك عمالي منذ عام 1960، مع دخول ممثليها في إضراب، الجمعة، منضمين إلى عشرات الآلاف من كُتاب الترفيه المضربين منذ يونيو الماضي.
وقالت نقابتا الممثلين والكُتاب الأميركيتين إن مطالبهما تهدف إلى “حماية الأعضاء في حقبة تتسم بالتغيرات المتسارعة، وعدم اليقين في صناعة الترفيه، والناجمة عن عوامل مثل انتشار منصات البث الرقمي، وانهيار عائدات شباك التذاكر والذكاء الاصطناعي”، وفق ما أوردته صحيفة “واشنطن بوست”.
بحسب “واشنطن بوست”، يدفع كل من الكُتاب والممثلين باتجاه تغيير نظام الأجور، لمواجهة التضخم المتفاقم، وتقلص الحقوق المادية الخاصة بإعادة استخدام العمل (إعادة العرض على شبكات التليفزيون ومنصات البث الرقمي)، ومسألة قصر المواسم التليفزيونية (انخفاض حلقات المسلسلات من 24 حلقة إلى 8 أو 10 حالياً في الموسم)، وهو ما يؤثر على الأجور.
وبالنسبة للكُتاب، تتوافق قضايا الأجور مع المخاوف الخاصة بمنصات البث الرقمي واستخدام “غرف الكتابة المصغرة”، والتي تعني الاستعانة بعدد كتاب أقل، ورغم ذلك فإن مطالب نقابة الكُتاب الأميركيين تسعى أيضاً إلى تعزيز حماية وتعويض الكُتاب الذين يعملون في المواسم الأقصر، بأجور ممتدة على فترات زمنية أطول.
كما تطالب النقابة بحد أدنى لأجور العاملين في الصناعة، يتم تطبيقه على الكُتاب الذين يعملون في برامج الكوميديا والمنوعات “المصممة لوسائل الإعلام الجديدة”، وتقييد استخدام المقتطفات التي لا يتقاضى الكُتاب أجراً عليها.
أما بالنسبة للممثلين، فإن وجود مزيج من شروط التعاقد التي عفا عليها الزمن والتغيرات السريعة في المشهد الإعلامي، والذي أصبح يعني مواسم تليفزيونية أقصر وفترات أطول بين المواسم”، أدى إلى “مفاقمة صعوبة العيش بنمط حياة الطبقة الوسطى والمحافظة عليه”، وفقاً لما أورده الموقع الإلكتروني لنقابة الممثلين (SAG-AFTRA).
وأضافت الصحيفة الأميركية أن هناك أيضاً “مخاوف بشأن تعويض الممثلين بشكل عادل مقابل استخدام الذكاء الاصطناعي (استخدام الذكاء الاصطناعي لمضاهاة أصوات وشكل الفنانين).
ويرى أندرو ساسكيند، الأستاذ في قسم السينما والتليفزيون بجامعة دريكسل، والذي قضى 30 عاماً من عمره في العمل بهذه الصناعة ككاتب مستقل ومنتج ومخرج، أن استخدام الذكاء الاصطناعي “أثار غضب كل من الكُتاب والممثلين”، الذين يرون أن الاستخدام غير المقيَد لهذه التكنولوجيا يمثل “تهديداً وجودياً لهم”.
وأوضح ساسكيند أن موقف الكُتاب يتمثل في أنه “لا يمكن أن تكون هناك مادة سردية عن طريق الذكاء الاصطناعي، أما المنتجين، فموقفهم يتلخص في: دعونا نلتقي مرة كل عام ونقيم آثار الذكاء الاصطناعي”.
لكن الكُتاب يعرفون أن اللحظة التي سيمكن فيها استخدام الذكاء الاصطناعي (…)، فإنه سيُستخدم ليحل محلهم”، وفق ساسكيند.
وتسعى نقابة الكُتاب الأميركيين بقوة من أجل “الحد من استخدام الذكاء الاصطناعي، للحفاظ على عدد الفرص المتاحة أمام الكُتاب، ولضمان عدم استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى غير مدفوع الأجر من العمل الأصلي للكاتب”.
من جانبها، حذرت المخرجة جوستين بيتمان في مقال افتتاحي لمجلة “نيوزويك”، من سيناريو استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج مواد تليفزيوني عوضاً عن الاستعانة بممثلين، حيث قالت إنه “يمكننا أن نتوقع تدريب الذكاء الاصطناعي على البرامج التليفزيونية القديمة الناجحة لعمل مواسم جديدة”، في إشارة إلى المسلسل الكوميدي “Family Ties” الذي عرض في ثمانينيات القرن الماضي.
أما في ما يتعلق بالممثلين، فإن نقابة الممثلين SAG-AFTRA تسعى بقوة إلى “حماية منتسبيها من استخدام أشكالهم أو أصواتهم أو أدائهم من دون رضائهم أو من دون الحصول على مقابل مادي”.
وفي هذا الصدد، قالت النقابة إن قدرة الذكاء الاصطناعي على تقليد هذه التعبيرات الإبداعية أثبتت بالفعل أنها “تشكل تهديداً حقيقياً ووشيكاً لعمل أعضائنا”.
وإضافة إلى ذلك، تحاول النقابة منع الاستوديوهات من أن تكون قادرة على “تدريب الذكاء الاصطناعي لإنتاج عروض جديدة من أعمال الممثلين الموجودة بالفعل”.