ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. ولكن !
بقلم: عبد الحميد عبد العاطي – رئيس تحرير قناة المواطن الإعلامية
ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة، لكن ليست القوة العشوائية أو التهور الذي يجرّ الويلات على شعبنا. أنا مع حرية أسرانا، ومع كل ما فيه خير لشعبنا الفلسطيني، ولكنني ضد الاستفراد بالقرار الفلسطيني.
لقد أنهكت قضيتنا الفلسطينية المغامرات الفردية، ومحاولات بعض الأحزاب فرض أجنداتها دون اعتبار لمصلحة الجميع. أنا ضد القتل على خلفية الرأي، وضد تحويل اختلافاتنا السياسية إلى معارك شخصية أو أيديولوجية. فلسطين تحتاج إلى الوحدة الوطنية، إلى أن نجتمع جميعاً تحت مظلة واحدة، بعيداً عن الانقسامات التي تفتك بمشروعنا الوطني.
لا يمكن أن ننكر كيف استُغلت قضيتنا من أطراف خارجية لخدمة مصالحها. إيران، على سبيل المثال، لم تبنِ مسجداً ولا مدرسة ولا حتى حديقة على أرضنا، لكنها لم تتوقف عن استغلال دماء أبنائنا لحماية مصالحها الإقليمية. نحن بحاجة إلى أن ننأى بأنفسنا عن أجندات لا تخدم إلا أطرافاً خارجية، وأن نُبقي مصلحتنا الوطنية فوق كل اعتبار.
أؤمن بأن وجود السلطة الفلسطينية ضرورة لتحقيق وحدة جغرافية وسياسية، ولتثبيت كيان فلسطيني واحد تحت علم واحد. يجب أن نحافظ على موردنا البشري، وألا نستهين بمقدرات الناس أو دمائهم. إن الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل المزيد من الخسائر أو الشعارات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
لقد سئمنا الخطب الجوفاء والشعارات الكاذبة التي تستعرض على حساب دمائنا. نحن بحاجة إلى مراجعة شاملة لما مررنا به خلال الحقبة الماضية. علينا أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا، لنقيّم ما لنا وما علينا، إذا كنا نريد دولة، وقدساً، وحق عودة.
فلسطين ليست ساحة للسب والشتم أو التدخل في شؤون الآخرين. علينا أن نحترم الشعوب والأنظمة، وألا نُحمّل مواقفنا أوزار خطابات لا تخدم قضيتنا.
أكتب هذه الكلمات وقلبي مع الشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن الأرض والحق، ومع أسرانا الذين يدفعون ضريبة الحرية خلف القضبان. نحن بحاجة إلى مشروع وطني حقيقي، مشروع يستند إلى الحكمة والقوة، وليس التهور والمغامرة.
والله ولي التوفيق.