أخــبـــــار

ماذا تفعل إسرائيل بشمال غزة المدمر منذ 3 أشهر؟

غزة – المواطن

منذ انطلاق العملية العسكرية الإسرائيلية في محافظة شمال قطاع غزة في 5 أكتوبر 2024، التي تدخل شهرها الثالث، خلفت وراءها مشاهد مرعبة من الخراب والدمار، مما قضى على كافة مقومات الحياة في المنطقة. استهدفت القوات الإسرائيلية بشكل رئيسي مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين وبلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، مما أدى إلى تدمير واسع للمناطق السكنية والبنى التحتية.

تدمير المنازل والتهجير القسري

تم تدمير أحياء سكنية بالكامل، بينما بقيت أكوام من الركام فوق جثث الضحايا الذين عجزت فرق الإسعاف والدفاع المدني عن انتشالهم، بسبب الاستهداف المباشر من قبل الجيش الإسرائيلي لتلك الطواقم. كما استهدفت القوات الإسرائيلية المستشفيات والمراكز الطبية، مما أدى إلى خروجها عن الخدمة تمامًا.

“إبادة المدن” والسياسة العسكرية الإسرائيلية

استمرت القوات الإسرائيلية في تنفيذ سياسة “إبادة المدن” من خلال عمليات التدمير الشامل لمنازل المواطنين باستخدام روبوتات مفخخة، القصف الجوي، والتجريف بالجرافات العسكرية. أفادت التقارير أن الانفجارات الهائلة كانت تسمع في مناطق أبعد جنوب القطاع، وأن عمليات النسف والتفجير غيرت ملامح شمال غزة بالكامل، مما جعل المنطقة غير قابلة للحياة.

القتل والمجازر

على مدار شهور العملية، ارتكبت مجازر بحق المدنيين، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية المنازل المأهولة والمواطنين في الشوارع، ما أسفر عن سقوط آلاف الشهداء والجرحى. وفي العديد من الحالات، بقيت جثث الضحايا تحت الأنقاض أو في الشوارع حيث تم نهشها من قبل الكلاب الضالة، مما أضاف مشهدًا بشعًا آخر للكارثة.

حصار وتجويع

إلى جانب التدمير والقتل، فرضت إسرائيل حصارًا مشددًا على المنطقة، مانعة دخول المساعدات الغذائية والطبية والمياه، ما أسفر عن مقتل العشرات من السكان جراء بحثهم عن الطعام والمياه في المناطق المحاصرة. كما شهدت العديد من العائلات، مثل عائلة المصري، وفاة أحد أفرادها أثناء بحثه عن مياه صالحة للشرب.

نقطة التفتيش وتنكيل الجيش

منذ بداية العملية، أقام الجيش الإسرائيلي نقطة تفتيش في شرق بلدة جباليا وأجبر النازحين على المرور عبرها، حيث تعرضوا لتنكيل شديد، خاصة النساء والأطفال. العديد من الرجال تم اعتقالهم من قبل الجيش، ولا يزال مصيرهم مجهولًا.

استمرار المعاناة

على الرغم من محاولات النزوح القسري التي أجبرت عشرات الآلاف على مغادرة المنطقة، ما زالت المأساة الإنسانية مستمرة في شمال غزة. من جهة أخرى، تواصل إسرائيل حربها العسكرية في المنطقة بزعم منع حماس من استعادة قوتها، بينما يؤكد الفلسطينيون أن الهدف الحقيقي هو التهجير القسري وتحويل المنطقة إلى منطقة عازلة.

الوضع الإنساني المتدهور

تستمر المجزرة الإسرائيلية في غزة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 154 ألف فلسطيني وتدمير شبه كامل للبنية التحتية، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرتين اعتقال بحق نتنياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، لكن إسرائيل تتجاهل هذه التهم و تواصل العمليات العسكرية في غزة.

زر الذهاب إلى الأعلى