مأساة في ليلة الفرح: جريمة قتل تهز قرية جسر الزرقاء
وكالات- المواطن
فجعت قرية جسر الزرقاء، فجر اليوم السبت، بجريمة تفاصيلها مأساوية، في ليلةٍ كانت يشهد البيت فيها على الفرح بمناسبة الاحتفال بخطوبة أحد شبابه، تحوّلت الأمور إلى مشهدٍ مروّع عندما اقتحم ملثمون مسلحون ساحة المنزل، وقاموا بإطلاق النار على محمد وائل عماش (19 عامًا) والشابة رشا سامي عماش (28 عامًا)، ما أدى لمقتلهما.
وقال الأب الثاكل، سامي عماش، والد الضحية رشا عماش، لـ”عرب 48″ إننا “كنا نحتفل أمس بخطوبة ابني، وكان الحفل في ساحة المنزل، وبعد انتهاء الحفل، جلسنا في الساحة مع الأقارب الذين احتفلوا معنا، وفجأة اقتحم ملثم المكان وشرع في إطلاق النار علينا، وأصيبت ابنتي رشا وابن قريبي بجروح بالغة الخطورة، ثم فارقا الحياة”.
وأضاف الأب أنهم لم يتلقوا أي تهديدات سابقة، وكانوا يعيشون حياة طبيعية كأي عائلة أخرى، ولكن ما حدث أدى إلى تحول الفرح إلى حزن، وقلبت حياتهم رأسًا على عقب.
وشدَّد على أن بيتهم تعرض لإطلاق نار قبل نحو عام، وتوجهوا للشرطة للإبلاغ عن ذلك، لكن التحقيق لم يؤدِ إلى اعتقال أي شخص، مما يُشير إلى أن الشرطة تتجاهل جدية الوضع ولا تأخذ القضية بجدية، وربما تكون ترغب في تجاهل مشاكل العرب.
وأكد: “الشرطة الإسرائيلية تتحمل جزءا كبيرًا من مسؤولية سفك الدماء في صفوف المواطنين العرب، فهي لا تتحرك بجدية تجاه الجرائم التي تحدث في مجتمعنا العربي”.
وقال الشيخ مراد عماش، رئيس مجلس جسر الزرقاء المحلي لـ”عرب 48″: “نحن لا نعول على الشرطة أو الدولة، فالجرائم لا تزال تتكرر وعدد ضحايا جرائم القتل يزداد بشكل كبير، ونحن عاجزون أمام ما يجري في مجتمعنا، ووصل عدد الضحايا إلى 121 والشرطة والدولة لا تبذلان جهدًا للتصدي لهذه الظاهرة. نفتقر إلى الوسائل والتقنيات الكافية لمواجهة الجريمة. فالشرطة تظهر فعالية في التحرك بالضفة الغربية وقطاع غزة وحتى خارج البلاد، ولكنها لا تستطيع التصدي للمجرمين داخل البلدات العربية”.
وبالنسبة لموعد الجنازة والإجراءات، أوضح أنه لم يُحدد بعد بسبب ضغط العمل في معهد الطب العدلي “أبو كبير” بسبب زيادة جرائم القتل في المجتمع العربي الذي يعاني من هذه الأوضاع المأساوية.
وبشأن الاحتجاج على تواطؤ الشرطة، أوضح أنهم يخططون لتنظيم تظاهرة على شارع الشاطئ المركزي شارع “2” وكذلك مفترق شارع “4” الذي يؤدي إلى قرية جسر الزرقاء والذي يُعتبر مركزيًا في المنطقة، وهذه الخطوات قيد التخطيط حاليًا، وسيعملون على جذب أكبر عدد من المشاركين للتأثير بقوة في هذه القضية.
وبلغت حصيلة ضحايا جرائم القتل في المجتمع العربي منذ مطلع العام الجاري ولغاية الآن، 121 قتيلاً، بينما في العام الماضي قتل 109 أشخاص، فيما جرى توثيق أكثر من 111 جريمة قتل عام 2021.
وتتوالى أحداث العنف وجرائم القتل بشكل يومي في المجتمع العربي، في الوقت الذي تتقاعس الشرطة فيه عن القيام بعملها للحد من الجريمة، وسط مؤشرات على تواطؤ أجهزة الأمن الإسرائيلية مع منظمات الإجرام.
وتحولت عمليات إطلاق النار وسط الشوارع والقتل في البلدات العربية إلى أمر معتاد خلال السنوات الماضية، ويجد المجتمع العربي نفسه رهينة لجرائم منظمة متصاعدة.
ويأتي ذلك وسط تعزز شعور المجرمين بإمكانية الإفلات من العقاب، علمًا بأن معظم الجرائم مرتبطة بالعمل في القروض والفوائد بالسوق السوداء وتصفية الحسابات بين عصابات الإجرام.