شتاء آخر على أبواب غزة…. خيام بالية وأمراض متفشية
غزة- المواطن
ينتظر قطاع غزة من شماله لجنوبه، شتاء قاسيا مليئا بالأوبئة وفيضانات المياه العادمة والأمطار، في حال لم تتدخل أي من الجهات الدولية للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لإدخال احتياجات البلديات، لإصلاح المضخات والآبار وانتشال النفايات من الشوارع.
وتزداد صعوبة الوضع وتعقيداته بسبب تدمير الشوارع والبنى التحتية ما سيؤدي لتجمع مياه الأمطار، وفيضان برك تجميع المياه واختلاطها بالمياه العادمة.
وتواجه غزة تحديات كبيرة خلال فصل الشتاء، خاصة بالنسبة للنازحين الذين يعيشون في الخيام، فمن المتوقع أن يكون الشتاء شديد البرودة، مع احتمالية هطول أمطار غزيرة وعواصف. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تدهور ظروف المعيشة في الخيام، حيث قد تكون غير محمية بشكل كافٍ ضد المياه والرياح.
وستؤدي الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات، ما قد يعرض الخيام والممتلكات للخطر، وهذا يعنى زيادة خطر الأمراض والأضرار الصحية، مثل الأمراض التنفسية والجلدية.
وكذلك سيواجه النازحون صعوبة في الحصول على مصادر تدفئة مناسبة، فدرجات الحرارة المنخفضة قد تؤدي إلى مشاكل صحية مثل انخفاض حرارة الجسم، خصوصاً للأطفال وكبار السن، وهنا تزداد الحاجة إلى الرعاية الصحية في الظروف الشتوية القاسية، وقد يكون من الصعب على النازحين الوصول إلى الخدمات الصحية بسبب الأحوال الجوية السيئة.
وسيكون وفي هذه الظروف الجوية من الصعب توفر إمدادات الطعام والماء، لذلك يجب التأكد من وجود مخزون كافٍ وإمكانية وصول آمنة إلى هذه الموارد.
وحذرت البلديات من كارثة صحية وبيئية نتيجة تعطل مضخات المياه وخطوط نقل مياه الأمطار، وانعكاس ذلك على صحة المواطنين.
وتوجهت البلديات بنداء للأمم المتحدة للضغط على الاحتلال لإدخال المعدات اللازمة لتفادي فيضان برك تجميع مياه الأمطار وتدارك ما يهدد حياة السكان.
بحاجة لتحرك سريع
وقالت بلدية غزة إن المؤسسات الدولية مطالبة بالتحرك للمساعدة في إصلاح مضخات المياه وخطوط نقل مياه الأمطار لأن غزة على أعتاب موسم الشتاء.
وذكرت البلدية أن قوات الاحتلال دمرت 90 ألف متر طولي من شبكات المياه، كما تضررت 75% من الآبار، وأجهزت على 165 ألف متر من شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار.
ولفتت إلى أنهم توجهوا بنداء للأمم المتحدة للضغط على الاحتلال لإدخال المعدات اللازمة لتفادي فيضان برك تجميع مياه الأمطار لتدارك ما يهدد حياة السكان.
وأكدت البلدية أن كل مضخات مياه الصرف الصحي الثمانية تضررت إما كليا أو جزئيا، كما أثر العدوان المتواصل على قطاع غزة واستهدافه للقطاعات الحيوية على مجمل الخدمات التي تقدمها البلدية للمواطنين.
وحذرت بلدية غزة من المخاطر البيئية لاستمرار تراكم أكثر من 150 ألف طن من النفايات في الشوارع والطرقات بسبب عدم وجود وقود كاف لعمل المعدات الشحيحة أساسا بسبب استهداف الاحتلال لها، وكذلك منع الاحتلال للطواقم الميدانية من الوصول لمكب النفايات الرئيسي الواقع شرق المدينة.
وقالت إن استمرار تكدس النفايات ينذر بكارثة صحية وبيئية نتيجة انتشار القوارض والحشرات، وانعكاس ذلك على صحة المواطنين بسبب الأوبئة.
شبكات معطلة
فيما قال علاء العطار رئيس بلدية بيت لاهيا: “نحن على أبواب فصل الشتاء ومعظم شبكات مياه الأمطار والصرف الصحي مدمرة وهذا سيسبب غرق كثير من المناطق السكنية وخصوصا مخيم جباليا”.
وتابع: في كل عام يغرق المخيم بسبب اهتراء الشبكات وعدم قدرتها على استيعاب الكميات الواردة لمضخة أبو راشد المركزية، وكذلك منطقة بيت لاهيا الشارع العام بعد تدمير المضخة الرئيسية للمدينة في مشروع بيت لاهيا”.
وناشد رئيس بلدية بيت لاهيا المجتمع الدولي لإنقاذ ما تبقى من الحياة الإنسانية في القطاع وتوفير احتياجات البلديات خاصة الوقود اللازم لتشغيل الآبار ومضخات الصرف الصحي.
ولفت العطار إلى تدمير الاحتلال 77 آلية نفايات وآليات ثقيلة، وتدمير محطة التحلية الرئيسية التي تخدم شمال القطاع ومدينة غزة، بالإضافة إلى 57 مولد كهرباء تستخدم لتشغيل الآبار والمضخات. وأشار إلى تراكم نحو 60 ألف طن من النفايات في الشوارع وأمام 60 مركز إيواء، بالإضافة إلى تدمير أكثر من 85 بالمئة من قطاع النقل والمواصلات.
وكان اتحاد بلديات شمال قطاع غزة قد أعلن أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دمرت خلال حربها المتواصلة على القطاع 45 ألف وحدة سكنية في محافظة الشمال فقط، مما أدى لفقدان 75 بالمئة من سكان المحافظة لمنازلهم.
وأوضح الاتحاد أن الحرب (الإسرائيلية) دمرت أكثر من مليون ونصف متر مربع من الطرق والشوارع في شمال غزة، بالإضافة إلى 35 بئر مياه و5 مضخات صرف صحي رئيسية.
ويتواصل عدوان الاحتلال المكثف والشامل وغير المسبوق على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ما ألحق دمارا هائلا بالبنى التحتية والمرافق الحيوية، فضلا عما سببه من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع نتيجة وقف إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود بسبب قيود الاحتلال.