منوعات

كأنها من كوكب آخر .. مصور يرصد بحيرة حمم بركانية رسمت أنماطا وأشكالا فاتنة في آيسلندا

وكالات – المواطن

في مشهد يحبس الأنفاس، تمكنّ مصور من رصد تدفق بحيرة من حمم بركانية مشتعلة، رسمت أنماطا وأشكالا فاتنة أثارت ذهول رواد موقع “إنستغرام”.

ويحكي المصور البلجيكي الحاصل على جوائز، جيروين فان نيووينهوف، لموقع CNN بالعربية، عن تجربته من خلال توثيق هذه اللقطات المذهلة في أول يوم لثوران بركاني وقع في آيسلندا العام الماضي.

ويقول: “في أغسطس العام الماضي، ثار بركان فاغرادالسفيال، وكانت هذه المرة الثانية منذ آخر ثوران للبركان قبل عامين”.

ويقع بركان “فاغرادالسفيال” في شبه جزيرة ريكيافيك في آيسلندا، والتي تُعد موطنا للعديد من العجائب الطبيعية الرائعة، مثل ظاهرة الشفق القطبي.

ويقيم فان نيووينهوف في آيسلندا منذ 7 أعوام. وخلال تلك السنوات الماضية، كرّس عمله الفوتوغرافي لرصد الانفجارات البركانية.

ولمدة ستة أشهر خلال الثوران الأول، حرص مصور الدرون على توثيق كل جانب من جوانبه. لذلك عندما بدأ الثوران الجديد، كان يعلم أنه يجب أن يكون هناك في أقرب وقت ممكن.

وبالفعل، وصل فان نيووينهوف في غضون ساعات قليلة بعد انفجار البركان، وامتلأ الوادي بأكمله بالحمم البركانية، مما حوّل الموقع إلى بحيرة ضخمة مشتعلة.

ونظرًا لاستمتاع فان نيووينهوف بالأنماط التي تشكّلها الحمم المشتعلة في بحيرات الحمم البركانية، بدأ على الفور في التحليق بطائرته من دون طيار لالتقاط جميع التدفقات والأشكال والأنماط.

ويوضح المصور البلجيكي أن رؤية ثوران بركاني من الأعلى بمثل هذه التفاصيل أمر لم يصبح ممكنًا سوى مؤخرًا بفضل تقنية الطائرات من دون طيار.

ويرى فان نيووينهوف الحمم كمادة مثيرة للاهتمام تخلق أنماطًا جميلة، ورؤيتها تخلق سحرا خاصا، “إذ تجعل الأشخاص يشعرون كما لو أنهم يشاهدون سطح كوكب آخر، أو حتى كوكبنا منذ ملايين السنين في الماضي، عندما كان لا يزال كرة من الصخور المنصهرة”.

وكما هو متوقع، فإن تصوير بحيرات الحمم البركانية الساخنة ليس بالمهمة السهلة. وقد واجه فان نيووينهوف العديد من التحديات أثناء القيام بذلك.

وتخلق الحرارة الشديدة المقترنة بالهواء البارد ظروفًا قاسية وعاصفة، والتي قد يكون من الصعب خلالها التحليق بطائرة ذاتية الطيران.

وحاول فان نيووينهوف أيضًا الاقتراب قدر الإمكان من بحيرة الحمم البركانية، وكان عليه أن يخمن المسافة الأقرب الممكنة.

ويقول: “لا يوجد دليل مكتوب للتحليق فوق الانفجارات البركانية، لذا فإن الأمر كله يتعلق باختبار أساليب جديدة”.

وحتى الآن، أتلف فان نيووينهوف طائرة من دون طيار واحدة فقط لأنه اقترب من بحيرة الحمم البركانية لفترة طويلة، ولكنه يرى أن الأمر استحق العناء بعد رؤيته اللقطات التي تمكنت كاميرا الدرون من رصدها.

ويصف فان نيووينهوف مشهد بحيرة الحمم البركانية من الأعلى بكونها أشبه بـ”مجموعة من الأوردة، ما يبعث الحياة بمنظر طبيعي جديد كليّا”.

ويشير المصور البلجيكي إلى أنه يتلقّى بانتظام رسائل من علماء البراكين، الذين يعبرون عن امتنانهم له لالتقاط هذه اللقطات، والتي تتيح لهم معرفة المزيد عن تدفقات الحمم المشتعلة في بحيرات الحمم البركانية.

ويسعى فان نيووينهوف، من خلال شغفه بالتصوير الجوي، إلى تقديم لمحة عن جمال وقوة الطبيعة الأم، وخاصة البراكين.

ويقول: “يرى الناس البراكين على أنها قوة مدمرة هائلة، ولكنها عنصر يمنح الحياة لكوكبنا، إذ تخلق مناظر طبيعية جديدة تشكّل كوكبنا. إنها بمثابة الدم الذي يخلق أرضًا جديدة”.

زر الذهاب إلى الأعلى