في مقابلة مع صحيفة القدس الصحفي عبد الحميد عبد العاطي : “عندما نواري أحبتنا بأيدينا ولوحدنا”
نجا هو وزوجته وبناته الثلاث من الموت بإعجوبة
غزة – المواطن
على غرار باقي الصحفيين دفع الصحفي عبد الحميد عبد العاطي رئيس تحرير قناة المواطن، ضريبة عمله الصحفي باستشهاد أمه وخالته وشقيقته نهال وشقيقه نهرو مع زوجته وابنته، فيما نجا هو وزوجته وبناته الثلاثة من الموت بأعجوبة، عندما قصفت طائرات أف 16 البيت الذي نزحوا إليه في مخيم النصيرات، غير آبهين بإزهاق المزيد من أرواح الأبرياء.
يروي عبد العاطي لـ”القدس” دوت كوم، والحسرة والحزن قد نال منه بسبب فراق أحبته وتعرضه للنزوح 7 مرات خلال الحرب، حينما اضطر إلى الخروج من منزله الكائن في مدينة بيت لهيا أقصى شمال القطاع، بعد أسبوعين من بداية الحرب.
يقول عبد العاطي: نزحنا من بيت لاهيا إلى مخيم النصيرات ومن ثم إلى خانيونس قبل أن ننزح إلى بلدة بني سهيلا شرق قطاع غزة ثم العودة إلى جنوب خانيونس في النمساوي قبل الرجوع إلى دير البلح ثم اضطررت للذهاب إلى مخيم النصيرات مجدداً بعد تلقينا تهديدات بالقصف.
كانت عقارب الساعة تشير إلى التاسعة مساء حينما باغتت الطائرات الإسرائيلية العائلة القابعة في البيت الذي ينامون فيه بأمان بقصف همجي، مما تسبب بانهيار طوابقه الثلاثة وسقوط ستة من الشهداء وأربعة من الجرحى بينهم بنات شقيقته الثلاثة وابنته الصغرى كما أوضح الصحفي عبد الحميد عبد العاطي.
صدمة القصف والدخان والظلام ..
وواصل عبد العاطي حديثه المليء بالشجن قائلا: تسبب قصف الصاروخ الأول بإحداث ارتجاج هائل وانبعاث الدخان الكثيف وسط الظلام ونحن أسفل الأنقاض بعد أن مالت الجدران والأعمدة بطريقة أحدثت جفوة تسببت بنجاتنا بفضل الله، وهنا توقعت إطلاق صاروخ ثان، ثم أخذت أصرخ على بناتي للتعرف على حالهم، فاطمأننت على أن زوجتي واثنتين من بناتي على قيد الحياة، فيما فقدت الابنة الصغرى سارة، والتي ظننت أنها استشهدت قبل أن أعثر عليها بعد ساعة ونصف.
عملية انتشال وإنقاذ مضنية ..
بعد أن تمكن الصحفي عبد العاطي من الخروج مع أسرته الصغيرة من تحت الانقاض اكتشف استشهاد أخيه نهرو “41 عامًا” مع زوجته مريم “32 عامًا” وابنته جود ابنة العامين التي رزق بها بعد عشرين عامًا، ويتابع عبد العاطي قائلا: علمت أن أمي وخالتي قد استشهدتا، وتم نقلهما بسيارة الإسعاف إلى مستشفى شهداء الأقصى، فيما توجهت ببنات شقيقتي الثلاثة لمعالجتهم في مستشفى العودة حيث أصيبوا بكسور ورضوض مختلفة بحالة خطيرة ومتوسطة.
وأضاف عبد العاطي: بعد أن أسعفت البنات الثلاثة، تم إحضار جثمان شقيقي نهرو إلى مستشفى العودة، فيما علمت أن زوجته وابنته قد تم نقلهم مع أمي وخالتي إلى مستشفى شهداء الأقصى، فقمت بتكفينه هناك ثم نقلته إلى مستشفى شهداء الأقصى حيث وجدت باقي الجثامين ملقاة على أرضية خيمة هناك لعدم وجود أسرة.
وأوضح عبد العاطي أنه قام بتكفين جميع الجثامين ثم نقلهم إلى مقبرة جديدة شرق مخيم البريج عبارة عن ارض فارغة، وقام بتلحيدهم في القبور ودفنهم بما يليق بهم على الشريعة الإسلامية، بعد أن رفض دفنهم في قبر جماعي.
في ختام حديثه قال عبد العاطي: كانت لحظات رهيبة بعد أن قمت بدفن أمي وخالتي وشقيقتي وشقيقي وزوجته وابنته، شعرت بوحدة موحشة وألم عميق، وإحساس بأن الإنسان الفلسطيني في قطاع غزة لا قيمة له فيظل صمت العالم إزاء جرائم الاحتلال لا سيما ضد الصحفيين وعائلاتهم من النساء والأطفال.