أقلام

في قلب المخيم .. زياد عوض

في قلب المخيم، حيث الزمان ينسج خيوط الألم، وحيث الأرض ما زالت تئن تحت ثقل اللجوء، يقف أحد اللاجئين الفلسطينيين، مرتديًا زيّه الفلسطيني الذي يحتفظ بتاريخ طويل من النضال، كما لو أنه يروي حكايات شعبه عبر خيوط قماشها. عيونه التي امتلأت بالهموم لم تفقد بريقها، ويداه التي عايشت الصعاب طيلة السنين، لا تزال تمتد لاستلام المساعدات التي تقدمها دائرة شؤون اللاجئين.

لكن الصورة لا تكتمل هنا، فالخلفية تتحدث بصوت عالٍ، حيث حفيده الذي يكاد يلامس الأرض بخطواته الصغيرة، يضع على كتفه عبءًا أكبر من سنّه. يحمل المساعدات الغذائية التي وصلته من دائرة شؤون اللاجئين، ليعود بها إلى أسرته. وها هو يواصل الطريق، يخطو بثقة، رغم الصعاب، ليحمل على أكتافه كل معاناة الأجداد، وكل أمل الأحفاد.

في تلك اللحظة، ليس فقط المساعدات هي التي توزّع، بل تُوزّع أيضًا القيم والأمل، وأصوات الجرحى الذين لا يموتون، وأحلام اللاجئين التي لا تنطفئ.

زر الذهاب إلى الأعلى