أقلام

عيد الفطر بين الألم والأمل دروس الصبر واليقين في قلوب اللاجئين .. كتب زياد عوض

في عيد الفطر لهذا العام، للعام الثاني على التوالي، ما زال الحزن يثقل قلوبنا، فما بين جراحٍ عميقة وأوجاعٍ متجددة، يبقى الواقع مؤلماً، والذكريات تلوح لنا كأنها مسمّرة على جدران المخيمات التي صارت موطننا المؤقت. نحن اللاجئون، وأوجاعنا ما زالت تتراكم فوق بعضها، لكننا نعلم جيداً أن ما نعيشه ليس سوى امتحان يهون في ظل إيماننا بالله. ففي أعيادنا، نرفع أكف الدعاء، نبحث عن أمل في أفقٍ قد نراه بعيداً، ولكن الله أكبر من كل ما نراه.

نعم، ليتنا جميعاً نتذكر هذه الحقيقة العميقة في قلب العيد، حين نسمع تكبيرات الفطر، أننا بحاجة لرفع هممنا مثلما نرفع أكفنا في الصلاة، فالله أكبر من آلامنا، أكبر من مشاعر اليأس التي قد تتسلل إلى قلوبنا في أوقات الشدة.

لكننا، على الرغم من الجراح، نرى إشراقات الأمل تتسرب من بين ثنايا الأيام، لأن في كل ألم هناك درس، وفي كل امتحان هنالك أجر. إنهم أهل المخيمات الذين يعيشون واقعهم بكل مرارته، لكنهم في الوقت ذاته يحملون في قلوبهم يقيناً بأنهم على الطريق المستقيم، وأن الله معهم، يرزقهم صبراً في كل خطوة.

الدعوة للفرح في العيد ليست دعوة لنكسر مشاعرنا أو نهرب من الحقيقة، بل هي دعوة لأن نرى الحياة بكل أبعادها، أن نرى النور حتى في أعمق الظلمات. دعوة للتفاؤل في زمنٍ تتشابك فيه الحكايات، ولكن يبقى النور قائماً مهما كانت العواصف.

زر الذهاب إلى الأعلى