غير مصنف

“على إيش بتفاوضوا” .. “بدنا مكان ناشف”: صرخة تحت المطر توثق مأساة غزة (فيديو)

غزة – المواطن

وسط زئير العاصفة وانهمار المطر الغزير، وقف أحد سكان غزة في مشهد يكسر القلوب، يوثق بكاميرته مشهدًا لا ينسى: خيام النازحين تغرق بالمياه، وعائلات بأكملها تصارع البرد والطوفان.

بصوته المتهدج بالأسى والغضب، أطلق صرخته التي هزت الوجدان: “على إيش بتفاوضوا؟” في رسالة موجهة إلى وفد حركة حماس والقيادة السياسية.

المشهد يعكس الغضب الشعبي والحسرة من استمرار المأساة الإنسانية دون حلول جذرية إلى المسؤولين، كأنما يعبر عن سؤال كل من يعاني في صمت وسط هذه الكارثة الإنسانية.

هذا المشهد، لم يكن مجرد فيديو بل شهادة حيّة على حجم المأساة التي يعيشها سكان القطاع، ممن دمرت الحرب حياتهم، وجاءت الطبيعة لتزيد معاناتهم.

وفي مشهد آخر لا يقل وجعًا، ظهرت سيدة فلسطينية نازحة من دير البلح وسط قطاع غزة، تحتمي وعائلتها تحت خيمة غمرتها المياه، تقول بصوتٍ يفيض بالألم: “احنا بدناش أكل، بدنا مكان ناشف، بدنا نضل صايمين.” كلماتها جسدت مأساة آلاف العائلات التي لم تعد تطلب الطعام أو الكساء، بل مجرد ملاذ آمن يحمي أطفالها من الموت بردًا.

المشهد وثّقه المصور الصحفي أشرف أبو عمرة، ليكشف للعالم جزءًا من حجم المعاناة التي خلفتها الحرب الأخيرة.

وفي تطور مأساوي جديد، أعلنت منظمة “اليونيسف” أن 7 أطفال في غزة لقوا حتفهم بسبب البرد القارس خلال الأيام الأخيرة. هذا الرقم المؤلم يسلط الضوء على حجم الكارثة الإنسانية في القطاع، حيث الاحتياجات الأساسية للعائلات النازحة هائلة ولا تجد من يلبيها.

مشهد غرق الخيام وفقدان الأطفال يعكس الوجه القاسي للواقع في غزة، حيث أصبحت المآسي اليومية جزءًا من الحياة، فيما تصرخ الأرض والناس معًا طلبًا للإنقاذ. كما تعاني العائلات من البرد القارس وقلة الموارد، وسط غياب الدعم الكافي من المؤسسات الدولية والسلطات المحلية.

الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة منذ أكتوبر الماضي خلفت عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى، فضلاً عن آلاف المفقودين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً تحت الأنقاض. الدمار الهائل شمل الأحياء السكنية، والبنى التحتية، والمرافق الحيوية، ما جعل سكان القطاع يواجهون كارثة إنسانية متفاقمة.

ومع دخول فصل الشتاء، تسببت الأمطار في غرق خيام النازحين، ما كشف حجم المعاناة التي يعيشها آلاف المشردين ممن فقدوا منازلهم بسبب الحرب.

ويواجه النازحون تحديات مضاعفة، حيث تغمر الأمطار مخيماتهم وتفقدهم أي ملاذ آمن لتضيف مأساة جديدة إلى كاهل هذه الأسر التي تعيش في ظروف مأساوية منذ الحرب التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023.

وسط هذه الكارثة، تتعالى الأصوات المطالبة بتدخل دولي عاجل لتقديم المساعدات الإنسانية لسكان غزة وتوفير المأوى المناسب للنازحين. الوضع يتطلب حلاً جذريًا ينهي معاناة الأهالي ويعيد الأمل للمتضررين الذين يعيشون بين أنقاض الحرب وكوارث الطبيعة.

هذه المأساة المستمرة تُذكر العالم بمسؤوليته تجاه الشعب الفلسطيني، الذي يعاني في ظل الحصار والحروب والنكبات المتتالية، ويحتاج إلى تضامن دولي حقيقي لإنهاء معاناته.

زر الذهاب إلى الأعلى