“عبلة سعدات” تكشف لـ”المواطن” فصول رحلة عذاب كانت الحرية آخر أبوابها
رام الله – خاص المواطن
كشفت الاسيرة المحررة عبلة سعدات زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية، تفاصيل رحلة عذاب مارستها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الاسيرات داخل السجون.
وقالت سعدات في حديثها لـ”المواطن”، إنه “ومنذ اول لحظة لاعتقالي وقبل تعرفي على الفتيات في سجن الدامون أبلغتني إدارة السجن بعزلي طوال فترة اعتقالي الذي كانت تهمتهم لي بأنني أُزعزع أمن دولة الاحتلال”.
وأضافت، “حين أبلغتني إدارة مصلحة سجون الاحتلال بقرار عزلي أجبتهم بتهكم مش راح تفرق كلو سجن”.
وتتابعت، “بقيت في العزل الانفرادي 12 يوما، وفي فجر السادس من أكتوبر صدر قرار بإرجاعي إلى القسم دون أي مطالبات مني”.
وتردف سعدات، “داخل زنزانة العزل الانفرادي التي تحوي غرفة وحمام ملاصق لها وجوده وعدمه واحد بسبب وجود كاميرات مراقبة داخل غرفة العزل، الأمر الذي يضطر الأسيرات المعزولات للامتناع عن استخدام الحمام”.
وتبين، “في اليوم الذي تقرر فيه خروجي من العزل للقسم، كان هناك عملية قمع كبيرة وكانت غايتهم اذلالنا بشتى الوسائل بمشاركة وحدات اليماز والوحدات الخاصة والسجانين والكلاب كافة، في محاولة منهم لتفريغ غضبهم مم فعلته غزة صباح السابع من أكتوبر”.
وتؤكد الاسيرة المحررة أن “إدارة مصلحة السجون عملت على سحلنا وتربيط أيدينا وأرجلنا وجرنا إلى الساحة ورمينا أرضا مع رفع علم “إسرائيل”، والسباب والشتائم بالألفاظ النابية والتهديد”.
وتتابع، “يوم الخميس قبل الصفقة بيومين كنت اتجهز للخروج بعد انقضاء مدة محكوميتي وإذ بي اتفاجئ بصدور قرار تجديد أربعة أشهر إضافية، دون علمنا بما يحدث في الخارج من مفاوضات صفقة التبادل”.
وتؤكد، “كنا داخل السجون بدون أي تواصل مع العالم الخارجي إطلاقا، إلا من خلال زيارة المحامي وبعضهم كان يتم تهديده”.
وتشير الى أنه “وحتى يوم الأحد لم نكن نعلم بادراج اسمائنا ضمن صفقة التبادل، فما جرى أن إحدى الأسيرات كان لديها محكمة فأبلغها المحامي بأنها ستخرج اليوم وكافة الأسيرات والأشبال من السجن وأنه تم عقد الصفقة”.
وتضيف، “أثناء عودة الاسيرة للقسم هددتها إدارة مصلحة السجون بعدم إخبارنا بما علمته من محاميها، إلا أنها أباحت بما لديها وهنا عمت الفوضى أرجاء الغرفة بعدما علمت الاسيرات بامر الصفقة الا أن إدارة السجن جاءت وقامت بضرب الاسيرة وتهديدنا”.
وتوضع، “قبيل عملية الإفراج أخذ السجان ينادي على أسماء اسيرات مدونة بقائمة موجودة بحوزته، إلا أن اسمي لم يكن من ضمن القائمة فأخذت انادي لافهم ما يجري ولِمَ لم يدرج اسمي ضمن القائمة، فاخذ يجيب بأن هذه قائمة جاءت لديه وهو لا يدري”.
“أنا متأكدة أنكم من أسقطتم اسمي وأن المقاومة أدرجته”، تقول زوجة الأمين العام للجبهة الشعبية.
وتضيف، “ذهب السجان ثم عاد بقائمة أخرى تضمن فيها اسمي وخرجت بالبوسطة نحو سجن عوفر، لاتفاجئ بتبديل اسمي وأسيرة أخرى بشبلين”.
وتشدد “في عوفر رأينا عذاب لم نره من قبل، فقد تعمد الاحتلال تأخير الإفراج عنا وإذلالنا لتنغيص الفرحة علينا فضلا عن تهديداته التي لم تتوقف برهةً واحدة”.
وتؤكد، “عند قدوم الصليب الأحمر لاستلامنا من الاحتلال في عوفر، لم يكن لدي اسم ضمن قوائمه، حتى جلب قوائم أخرى ليكون آخر اسم ضمن الصفقة، لأعلم فيما بعد أن الاحتلال قام عمداً بإسقاط اسمي وشقيقة الشيخ صالح العاروري من قائمة التبادل وأن المقاومة أصرت على وجود أسمائنا فيها”.
وتضيف زوجة الامين العام للجبهة الشعبية، عبلة سعدات، “لولا غزة ومقاومتها لما خرجنا دفعة واحدة ولكن تبقى الغصة بمن بقوا خلفنا يواجهون بطش الاحتلال الذي يزيد مع قرب الإفراج”.
وتمكنت المقاومة الفلسطينية فجر الاثنين الماضي من تحرير 70أسيرة و 21 أسير قاصر من سجون الاحتلال، مقابل إطلاق سراح ثلاث رهائن إسرائيلية.
ووفق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، والتي تمتد على مدار 42 يوم، سيتم إطلاق سراح 33 رهينة، مقابل إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين.