آخر الأخبارأخــبـــــارغير مصنف

صراع داخل القيادة الإسرائيلية: إقالة رئيس الشاباك تُشعل أزمة سياسية واحتجاجات واسعة

صادقت الحكومة الإسرائيلية، في ساعة متأخرة من ليل الخميس – الجمعة، على قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإقالة رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك)، رونين بار، في خطوة أثارت جدلاً واسعاً واحتجاجات متواصلة.

ويُتوقّع أن يُغادر بار منصبه رسميًا يوم الجمعة المقبل، 28 مارس، وسط تصعيد في المواجهة بينه وبين نتنياهو، حيث بعث رئيس الشاباك برسالة حادة انتقد فيها القرار، معتبرًا أنه جاء لمنع التحقيق في إخفاقات هجوم السابع من أكتوبر 2023.

مواجهة علنية بين بار ونتنياهو

في رسالته، وصف بار الإقالة بأنها “عملية مُدبّرة مسبقًا” تهدف إلى إخفاء الحقيقة، مشددًا على أن القرار اتُّخذ بدوافع شخصية وسياسية وليس لأسباب مهنية. كما أعرب عن رفضه لحضور الاجتماع الحكومي الذي تم فيه التصويت على إقالته، معتبرًا أن العملية تخالف القوانين والإجراءات الأساسية المتعلقة بعزل كبار المسؤولين.

وأشار بار إلى أن “إقالة رئيس الشاباك في هذا التوقيت الحرج، تُعرّض التحقيقات الجارية للخطر، مما قد يؤثر على الأمن القومي لإسرائيل”. وأضاف أن الجهاز يعمل وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية، لكنه مُنع من التواصل المباشر مع وزراء الحكومة بقرار من نتنياهو، وهو أمر مشكوك في شرعيته.

احتجاجات وتصعيد أمني

بالتزامن مع القرار، شهدت تل أبيب ومدن أخرى احتجاجات حاشدة لليوم الثاني على التوالي، تطورت إلى مواجهات مع الشرطة، التي استخدمت القوة لتفريق المتظاهرين. وأظهرت مقاطع مصوّرة عناصر الشرطة وهم يحطمون نوافذ سيارات المشاركين في الاحتجاجات، بينما بررت السلطات ذلك بأن المتظاهرين أغلقوا التقاطعات المرورية ورفضوا الانصياع لأوامر الإخلاء.

ردّ حاد من مكتب نتنياهو

في المقابل، أصدر مكتب نتنياهو بيانًا شديد اللهجة، أكد فيه أن الحكومة فقدت الثقة في بار، متهمًا إياه بـ”استغلال منصبه لأغراض سياسية” و”فشل ذريع في منع هجوم السابع من أكتوبر”.

وأضاف البيان أن بار كان على علم مسبق بتحركات حماس لكنه لم يبلغ رئيس الوزراء، ما أدى إلى وقوع الهجوم الكارثي. كما أشار إلى أن “فرصة التقاعد بشرف قد مُنحت لكل من بار ورئيس الأركان المنتهية ولايته، هرتسي هليفي”.

مخاوف من تصاعد الأزمة

في ظل تصاعد الأزمة، حذّر الرئيس الأسبق للمحكمة العليا، أهارون باراك، من أن إسرائيل قد تكون على شفا حرب أهلية، في إشارة إلى الانقسام العميق داخل المؤسسة الأمنية والسياسية.

يبقى السؤال الأهم: هل ستؤدي هذه المواجهة إلى تداعيات أعمق على الحكومة الإسرائيلية، أم أنها مجرد فصل جديد في الصراع السياسي داخل الدولة العبرية؟

المصدر: قناة المواطن- وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى