صحيفة: جيش الاحتلال “يفرض” قيوداً على نشر أسماء وصور جنوده لهذا السبب
خاصة جنود قطاع غزة
القدس المحتلة – المواطن
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، اتخاذ قرار يمنع الكشف عن أسماء وصور الجنود برتبة عقيد وما دون ذلك في مناطق القتال عبر وسائل الإعلام. القرار جاء بدعوى حماية هؤلاء الجنود من ملاحقات قانونية دولية، خاصة أثناء سفرهم إلى الخارج.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة هآرتس العبرية، فإن الجيش سيكتفي بنشر صور الجنود من الخلف أو بوجوه مشوشة، مع الإشارة إلى الحروف الأولى من أسمائهم فقط. كما وجه الجيش وسائل الإعلام بعدم ربط أي جندي بحادثة محددة شارك فيها خلال الحرب. أما الجنود الذين يحملون جنسيات مزدوجة، فقد شمل القرار حظر الكشف عن أسمائهم ووجوههم حتى خارج مناطق القتال.
مخاوف من الملاحقات القانونية
تزايدت مخاوف المسؤولين الإسرائيليين من ملاحقات قانونية عالمية في ظل جهود منظمات حقوقية ودولية تسعى لتوثيق جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في غزة. وذكرت وسائل الإعلام أن هذه المخاوف تأتي مع تصاعد الإجراءات الجارية في محكمة العدل الدولية في لاهاي، والتي تحقق في اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن رئيس هيئة الأركان، هرتسي هليفي، أصدر القرار لتجنب الملاحقات القضائية التي ينفذها نشطاء مؤيدون للقضية الفلسطينية في أوروبا ودول أخرى.
جهود لحماية الجنود
القرار يشمل آلاف الجنود والضباط، بمن فيهم قادة الكتائب والسرايا والألوية، الذين شاركوا في الحرب المستمرة منذ أكثر من 14 شهرًا. وأشار التقرير إلى أن صور هؤلاء الجنود وأسماؤهم الكاملة، التي ظهرت علنًا خلال الأشهر الماضية، لن يتم تعديلها بأثر رجعي، لكن سيتم فرض قيود صارمة على النشر في المستقبل.
وأُوعز لقسم القانون الدولي في النيابة العسكرية بإرشاد الجنود والضباط قبل إجراء أي مقابلات إعلامية، بالإضافة إلى موافقات استثنائية لنشر صورهم في مناطق القتال.
تطورات متصلة
تأتي هذه القيود الجديدة عقب حادثة فرار جندي إسرائيلي من البرازيل بعد صدور أمر قضائي بفتح تحقيق في جرائم حرب ضده. وأشارت التقارير إلى أن السلطات الإسرائيلية تدخلت لمساعدته في مغادرة البلاد.
وفي سياق متصل، أنشأت السلطات الإسرائيلية “خطًا ساخنًا” لتقديم معلومات للجنود حول مخاطر السفر إلى دول معينة، كما أمر وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، بتشكيل هيئة لتتبع المنظمات المناهضة لجيش الاحتلال وتقديم دورات إرشادية للجنود لتجنب نشر أي مواد قد تُستخدم ضدهم كأدلة في محاكمات دولية.
خلفية عن “صندوق هند رجب”
من بين المنظمات الناشطة ضد جنود الاحتلال، يبرز “صندوق هند رجب”، الذي تأسس لملاحقة المسؤولين عن جرائم الحرب في فلسطين. الصندوق يحمل اسم الطفلة هند رجب، التي قتلتها قوات الاحتلال أثناء حصارها مع عائلتها في غزة.
تشير هذه الإجراءات إلى تصاعد القلق الإسرائيلي من تداعيات الحرب على غزة، حيث يواجه الجيش ضغوطًا متزايدة من المنظمات الحقوقية والمحاكم الدولية لمحاسبته على جرائم الحرب والانتهاكات الإنسانية.