أخــبـــــار

صحيفة تكشف موقف الجزائر بشأن القمة العربية غداً وردّ مصر

يخيم الموقف الجزائري على أجواء النقاشات الجانبية التي تسبق القمة العربية الطارئة، المقرر عقدها غدًا في القاهرة، وذلك بعد إعلان وكالة الأنباء الجزائرية عن عدم مشاركة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في القمة، معبرًا عن استيائه من محاولات بعض الدول العربية السيطرة على مخرجات الاجتماع وتضييق نطاق العمل العربي المشترك.

ويُشير الموقف الجزائري، بشكل خاص، إلى تحفظات تجاه كل من السعودية ومصر، حيث من المتوقع أن يعيد وزير الخارجية الجزائري، أحمد عطاف، الذي سيمثل الجزائر في القمة، التأكيد على رفض بلاده لطريقة إدارة العمل العربي المشترك، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

مصادر دبلوماسية في الجامعة العربية بالقاهرة كشفت لـ”العربي الجديد” عن حالة من الامتعاض والقلق في الأوساط الدبلوماسية المصرية بسبب الموقف الجزائري، معتبرة أن الإعلان عنه عشية القمة قد يشجع دولًا أخرى على اتخاذ مواقف مماثلة. وأضافت المصادر أن الجزائر كانت قد أبدت في البداية استعدادها للمشاركة على مستوى الرئاسة، لكن استبعادها من اجتماع الرياض ربما دفعها إلى مراجعة موقفها.

وأوضحت المصادر أن الجزائر، بالنظر إلى موقعها الحالي في مجلس الأمن الدولي، ترى أن موقفها مبرر سياسيًا، لكن في القاهرة والرياض يُنظر إليه على أنه محاولة لإحراج القمة والتشكيك في ترتيباتها.

الرئاسة الجزائرية، عبر مصدر رسمي تحدث لوكالة الأنباء الجزائرية، أكدت أن الرئيس تبون قرر عدم المشاركة بسبب “اختلالات في التحضير للقمة”، حيث استأثرت مجموعة محدودة من الدول العربية بإعداد مخرجات القمة دون تنسيق مع باقي الدول. وأضاف المصدر أن تبون استاء من “إقصاء بعض الدول”، وكأن القضية الفلسطينية أصبحت حكرًا على أطراف معينة دون غيرها.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يغيب فيها الرئيس الجزائري عن القمم العربية، حيث لم يشارك في قمة الرياض عام 2023، ولا في قمة البحرين 2024، كما غاب عن القمتين الطارئتين العربية والإسلامية في نوفمبر 2023 ونوفمبر 2024، واللتين خُصصتا لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة.

يرى مراقبون أن موقف الجزائر قد يتسبب في توتر مع مصر والسعودية، باعتبارهما الطرفين الرئيسيين في تحضيرات القمة. لكن عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الجزائري، عبد السلام باشاغا، اعتبر أن “أي رد فعل عربي على الموقف الجزائري سيكون غير مبرر”، مضيفًا أن الجزائر ترفض أن تكون مجرد تابع في قضية مصيرية كالقضية الفلسطينية.

وأشار باشاغا إلى أن “اللوم يقع على من استأثر بالقرار العربي، وليس على الجزائر التي تطالب بصياغة موقف عربي موحد دون إملاءات”، مشددًا على أن السياسة العربية تجاه القضية الفلسطينية بحاجة إلى رؤية جماعية متوافقة.

تزامن إعلان الموقف الجزائري مع مكالمة هاتفية بين وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف ونظيره السعودي فيصل بن فرحان، مما دفع بعض المحللين إلى الاعتقاد بأن الرياض ربما حاولت تقديم توضيحات بشأن التحفظات الجزائرية.

في هذا السياق، رأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة الجزائري، محمد عمرون، أن “الموقف الجزائري جاء استباقيًا، بسبب الترتيبات التي جرت في الاجتماعات غير الرسمية التي سبقت القمة، والتي رفضتها الجزائر”، مشددًا على أن بلاده لم تكن لتقبل بأي تهميش لدورها، خاصة في ظل عضويتها الحالية بمجلس الأمن.

وتوقع عمرون أن يتوقف تأثير هذا الموقف على العلاقات العربية بناءً على طريقة استقبال الدول الأخرى للرسالة الجزائرية، مؤكدًا أن الجزائر تسعى إلى الحفاظ على وحدة الصف العربي، ولكنها ترفض أن يتم استبعادها من القضايا المصيرية.

زر الذهاب إلى الأعلى