صحيفة تكشف تفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن إعادة إعمار قطاع غزة
اطلعت “الشرق” على تفاصيل خطة مصرية من المتوقع أن تشكل الأساس للمقترح العربي حول إعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير سكانه، والذي يُفترض أن يُعتمد خلال القمة العربية الطارئة المرتقبة في القاهرة.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية غربية وعربية تحدثت لـ”الشرق”، فإن القاهرة أوشكت على الانتهاء من التفاصيل الفنية للخطة، التي تتضمن إزالة الأنقاض وإعادة إعمار القطاع خلال فترة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات، شريطة حصولها على دعم دولي واسع.
وتشمل الخطة المصرية آليات تنظيم الحياة للفلسطينيين خلال المرحلة الانتقالية، عبر تقسيم قطاع غزة إلى ثلاث مناطق إنسانية، تحتوي كل منها على مخيم كبير مجهز لاستيعاب السكان.
وأفادت مصادر دبلوماسية عربية بأن مصر قدمت الخطة خلال اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في ألمانيا، السبت، بهدف حشد الدعم الدولي للمبادرة العربية، سعياً لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالتراجع عن مقترحه لتهجير سكان غزة.
وأكدت المصادر أن بعض النقاط السياسية لا تزال قيد البحث، بما في ذلك مستقبل الفصائل الفلسطينية داخل القطاع، حيث أبلغت مصر الدول الغربية بأنها تجري مشاورات مع الأردن والسعودية ودول عربية أخرى للاتفاق على التفاصيل النهائية للخطة، تمهيدًا للشروع في تنفيذها بعد القمة العربية الطارئة.
تزامنًا مع ذلك، تجري مشاورات عربية مكثفة لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة بمشاركة أوروبية واسعة، في ظل استمرار رفض مصر والأردن والفلسطينيين لأي مخطط يهدف إلى تهجير سكان القطاع.
في المقابل، أشارت مصادر فلسطينية مطلعة على الخطة إلى وجود نقاط معقدة لم تُحسم بعد، قد تعيق تنفيذها. ومن أبرز هذه القضايا:
- مستقبل عناصر حركة حماس والفصائل المسلحة الأخرى داخل غزة.
- وضع الأجهزة الحكومية التي أنشأتها حماس، والتي ترفض إسرائيل استمرار وجودها في المرحلة المقبلة.
- القيود الإسرائيلية الصارمة على إدخال مواد البناء الثقيلة والكرفانات إلى القطاع.
وفي إطار المساعي لحشد التأييد الدولي، استقبل وزير الخارجية المصري الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، حيث قدّم له شرحًا مفصلاً حول مراحل التنفيذ والجدول الزمني الخاص بالخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.
ملامح الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة
- تنفيذ إعادة الإعمار خلال 3 إلى 5 سنوات بدعم دولي كبير.
- العمل على مرحلتين: إزالة الأنقاض ثم بناء مجمعات سكنية.
- البدء بالمناطق الجنوبية من رفح باتجاه شمال القطاع.
- مشاركة الدول العربية والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في الإعمار.
- تقسيم غزة إلى 3 مناطق إنسانية، تضم كل منها مخيمًا كبيرًا للسكان.
- توفير البنية التحتية الأساسية كالمياه والكهرباء في المناطق الإنسانية.
- إدخال آلاف المنازل المتنقلة والخيام للسكن المؤقت خلال 6 أشهر.
- نقل المدنيين إلى مناطق آمنة داخل غزة في المرحلة الأولى.
- إنشاء وحدات سكنية دائمة بعد عام ونصف.
- تنفيذ الإعمار بأيادٍ فلسطينية دون تهجير السكان.
- إدخال كميات كافية من البضائع والوقود كما كانت قبل الحرب.
- تمويل المشروع من السعودية وقطر ودول الخليج.
- إشراك نحو 24 شركة عالمية متخصصة في البناء والتخطيط العمراني.
المراحل الفنية للخطة المصرية
- إزالة الأنقاض وإعادة تدويرها لاستخدامها في عمليات البناء.
- إعادة تأهيل البنية التحتية، بما يشمل المياه والصرف الصحي والكهرباء ومحطات التحلية وخطوط الاتصالات.
- التخطيط العمراني للقطاع، يليها بناء الوحدات السكنية وتوفير الخدمات التعليمية والصحية والثقافية.
وتسعى مصر من خلال هذه الخطة إلى تقديم حل شامل يعزز بقاء الفلسطينيين في غزة، مع ضمان استقرار الأوضاع الإنسانية وإعادة تأهيل البنية التحتية للقطاع، وسط تحديات سياسية وأمنية مستمرة.
