صحيفة بريطانية تكشف عن سبب تكتّم “إسرائيل” بشأن الغزو البري لغزة
غزة – المواطن
قالت صحيفة “فاينانشل تايمز” البريطانية، مساء اليوم الإثنين، إن حجم التوغل الإسرائيلي يدل على طموح أقل من الإطاحة ب حماس ، ورغبة في إضعاف بنيتها، وتصفية قادتها.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن تكتم الجيش الإسرائيلي بشأن عملية الغزو البري، مُتعمّد هدفه تقليل احتمال انضمام حزب الله، وإيران للصراع.
وذكرت الصحيفة أن مسؤولين سابقين وحاليين يرون التراجع الظاهر للاحتلال عن تنفيذ اجتياح بري واسع النطاق ل غزة يشير إلى وجود خليط معقد من العوامل المتداخلة. ونقلت أن العامل الغالب أن الاحتلال الإسرائيلي يريد استغلال تفوقه في القوة النارية على حماس لأقصى درجة، وتقليل الخسائر البشرية في صفوفه، مع محاولة تفادي جلب أطراف أخرى للحرب.
وعلى مستوى تكتيكي، أوضحت “فايننشال تايمز”، نقلا عن مصدر مطلع على خطط الاحتلال العسكرية، أن وجود أعداد قليلة من القوات البرية في الميدان يسمح بمنح غطاء جوي قريب لها، وهو ما يحاول الاحتلال القيام به عبر التوغل في أجزاء من شمالي قطاع غزة، بعدما أمضت حركة حماس سنوات في إعداد خطوطها الدفاعية.
وأضافت الصحيفة نقلا عن مسؤولين تأكيدهم أن المواجهات ستكون حامية في غزة، بما أن حماس تدربت على القتال داخل المدن وأنشأت شبكة ضخمة من الأنفاق، تسمح لمقاتليها بالتنقل ونقل الأسلحة بدون رصدهم، فضلا عن ترسانتها من الأسلحة المضادة للدبابات والمتفجرات.
واعتبرت الصحيفة أن الاحتلال الإسرائيلي تلقّى إشارة أولى بخصوص المعارك التي تنتظره أمس الأحد، حينما استطاع مقاتلو حماس مباغتة عناصره غرب موقع إيرز شمال قطاع غزة، واستهداف آلياته، والإجهاز على عدد من الجنود بداخلها.
وفي هذا الصدد، تنقل الصحيفة عن إيال حالوتا، الذي ترأس حتى وقت قريب “مجلس الأمن القومي الإسرائيلي”: “الشيء الأكثر سوءا من ميدان المعركة داخل المدن هو ميدان المعركة في أنقاض المدن. هناك أماكن عديدة يستطيعون الاختباء فيها وتنفيذ مداهمات مباغتة”.
وأضاف: “حينما يصبح الجيش الإسرائيلي ثابتا في مكانه، فذلك يجعله ضعيفاً أكثر، ولهذا السبب تراهم دائماً في حركة بطيئة ولكن متواصلة، مع حرص شديد على تأمين المناطق المتواجدين فيها”.
وفيما أوضحت “فايننشال تايمز” أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يتكتم بشدة بخصوص نشر وحداته “في واحدة من أهم عملياته خلال عقود”، قالت نقلا عن مسؤولين إن الرفع التدريجي في عدد القوات المتوغلة لغزة يهدف في الأساس إلى تفادي سيناريو دخول “حزب الله” على خط المواجهات.
وأشارت في هذا الصدد إلى أن تخصيص وحدات أقل بغزة قد يعني أن الاحتلال الإسرائيلي بوسعه إرسال قواته بسرعة إلى الشمال في حال دخل “حزب الله” في الحرب.
ونقلت عن مسؤول غربي قوله: “تساورهم مخاوف من أن يرى حزب الله وإيران الاجتياح البري نقطة شرارة لتصعيد من نوع ما، ولهذا لم يسموها اجتياحاً برياً”.
من جهة أخرى، أوضحت “فايننشال تايمز” أن مراقبين آخرين يرون أن مستوى ودرجة التوغل البري الأولي تعطي إشارة على أن إسرائيل تهدف إلى تحقيق طموح أقل من القضاء على حركة حماس.