
أثارت الفنانة المعتزلة شمس البارودي حالة من التأثر بين محبيها بعدما نشرت عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك منشورًا تعبر فيه عن حزنها العميق لفقدان زوجها الفنان حسن يوسف.
كلمات وداعية تبكي القلوب
في منشورها المؤثر، قالت شمس البارودي:
“قربت من الانتهاء شهور العدة، ولكني ما زلت أحيا لحظات الصدمة الأولى، حتى ألقاك يا من صنعت لي أجمل اللحظات والذكريات، يا زوجًا ومحبًا قل أن يوجد مثله، يا روح قلبي وعقلي ووجداني يا حسن.”
وقد لاقت هذه الكلمات تفاعلًا واسعًا بين الجمهور، حيث أعرب الكثيرون عن تضامنهم معها، مستذكرين العلاقة الطويلة التي جمعت بينها وبين زوجها الراحل.
قصة حب دامت لعقود
عرف الجمهور الثنائي حسن يوسف وشمس البارودي كأحد أبرز قصص الحب في الوسط الفني، حيث جمعتهما حياة زوجية استمرت لعقود. وعلى الرغم من اعتزال شمس البارودي الفن مبكرًا، استمر حسن يوسف في تقديم أعمال درامية متميزة، كان من أبرزها:
– **إمام الدعاة**
– **زهرة وأزواجها الخمسة**
– **الغزالي**
وقد ترك الراحل بصمة فنية كبيرة في الدراما المصرية، خاصة في أعماله التي عُرضت خلال شهر رمضان.
فاجعتان متتاليتان
لم تكن وفاة حسن يوسف الصدمة الوحيدة التي تعرضت لها شمس البارودي مؤخرًا، إذ سبقتها مأساة فقدان نجلهما **عبد الله**، مما جعل محنتها مضاعفة في فترة قصيرة.
اعتزال بعيد عن الأضواء
اختارت شمس البارودي وزوجها في سنواتهما الأخيرة الابتعاد عن الأضواء، مفضلين حياة هادئة بعيدًا عن صخب الشهرة، وهو ما زاد من تقدير الجمهور لهما كرموز فنية وأسرية.
رحل حسن يوسف، لكن إرثه الفني والإنساني سيظل حاضرًا في قلوب محبيه، كما ستبقى كلماته وذكرياته محفورة في وجدان زوجته شمس البارودي، التي عبرت عن فقدانها له بأصدق المشاعر وأعمق الأحاسيس.
شمس البارودي.. فنانة مصرية من أصول سورية
ممثلة مصرية من أصول سورية، من مواليد الرابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 1945، درست في المعهد العالي للفنون المسرحية، ثم بدأت حياتها الفنية مطلع الستينيات، وتزوجت مرتين إحداهما من أمير سعودي لفترة قصيرة، قبل أن تقرر منتصف الثمانينيات اعتزال التمثيل وارتداء الحجاب.
المولد والنشأة
ولدت شمس الملوك جميل عزت البارودي الشهيرة فنيا بشمس البارودي في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 1945 بحي وراق الحضر في محافظة الجيزة بوسط مصر لأب مصري وأم سورية.
انتقل جدها من سوريا إلى القاهرة وعمل بالتجارة، في حين ظل جزء من العائلة في سوريا، ولشمس أخ وحيد و6 شقيقات.
الدراسة والتكوين العلمي
تلقت شمس البارودي تعليمها الابتدائي والإعدادي والثانوي في مصر بالمدارس الفرنسية، قبل أن تلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة، حيث درست فيه لمدة عامين ونصف العام فقط من إجمالي 4 سنوات، وهي مدة الدراسة بالمعهد للحصول على درجة البكالوريوس، ثم اتجهت للتمثيل.
الزواج
تزوجت شمس البارودي من الأمير السعودي خالد بن سعود عام 1969، وحصلت وقتها على لقب أميرة، لكنها انفصلت عنه بعد مرور فترة قصيرة تباينت مدتها حسب المصادر ما بين 3 أشهر و13 شهرا فقط.
وفبراير/شباط عام 1972، تزوجت شمس من الفنان المصري حسن يوسف، لكنهما انفصلا بعد مرور شهرين فقط، لنشوب خلافات بينهما ورغبة حسن يوسف في أن تعتزل البارودي وتتفرغ للحياة الزوجية.
بعد طلاقها السريع من حسن يوسف، عاشت شمس قصة حب مع المخرج حسام الدين مصطفى، وبدأ الثنائي في التجهيز للزواج، ليتفاجأ الجميع بعودتها مجددا لحسن يوسف، الذي أنجبت منه 4 أبناء ناريمان ومحمود وعمر (الوحيد الذي يعمل في مجال التمثيل) وعبد الله، كما أن لشمس البارودي ابنة أخت تعمل أيضا في مجال التمثيل، وهي الفنانة غادة عادل، كما تربطها صلة قرابة بالممثلة ريم البارودي.
رحلة الفن
بدأت شمس البارودي حياتها الفنية في مطلع الستينيات، وكانت في ذلك الوقت لا تزال تستخدم اسمها الأول شمس الملوك، لكن سرعان ما غيرت اسم شهرتها، ليصبح شمس البارودي على اسم عائلتها.
كان أول ظهور سينمائي لشمس عام 1961 في الفيلم الكوميدي “زوج بالإيجار” بطولة الفنان المصري إسماعيل ياسين ومن إخراج عيسى كرامة، وبعدها بعام قدمت “دنيا البنات”، وعام 1965 شاركت في تقديم “هي والرجال” و”الجزاء”، ولكن الجمهور عرفها بعد أن ظهرت صديقة سعاد حسني في فيلم “ليلة الزفاف” في العام نفسه.
أما أول أدوارها في البطولة المطلقة فجاء عام 1966 في المسلسل التلفزيوني “العسل المر”، للمؤلف يوسف عز الدين عيسى وللمخرج عبد المنعم شكري.
تعددت بعد ذلك أدوار شمس في السينما المصرية، ومن الأفلام التي شاركت فيها: حمام الملاطيلي، المتعة والعذاب، شارع الملاهي.
شاركت شمس مع زوجها الفنان حسن يوسف في العديد من الأعمال، سواء التي مثل فيها أو أخرجها، ومنها “رحلة حب” وهو أول بطولة جمعت بينهما، و”الجبان والحب”، و”وكان الحب”، و”الزواج السعيد”، و”بابا آخر من يعلم”.
الإنجازات
قدمت شمس البارودي للسينما المصرية 45 فيلما، أولها “زوج للإيجار” عام 1961، وآخرها فيلم “اثنين في الطريق” عام 1984، كما قدمت للدراما مسلسلين فقط هما “العسل المر” عام 1966 و”بعد العذاب” عام 1969، وقدمت للإذاعة مسلسلا وحيدا هو “عفوا ممنوع الانتقام” عام 1980.
قرار الاعتزال
عام 1985، قررت شمس البارودي اعتزال التمثيل وارتداء النقاب بعد الرحلة التي قامت بها مع والدها لأداء مناسك العمرة، كما تبرأت من جميع الأعمال التي شاركت فيها.
فور اعتزالها الفن، قامت شمس بنشر إعلان على صفحة إحدى الجرائد المصرية تعلن فيه التبرؤ من أعمالها وكتبت “من ضار مسلما ضاره الله ومن شاق مسلما شق الله عليه، صدق رسول الله.. تعلن السيدة شمس البارودي أن الأفلام التي تعرض لها حاليا أو مستقبلا كلها أفلام قديمة صوّرت منذ سنوات بعيدة، كما تعلن أنها اعتزلت الفن نهائيا بعد عودتها من العمرة منذ فبراير/شباط عام 1982 وحسبي الله ونعم الوكيل”.
وبحلول عام 2008، اضطرت شمس لخلع النقاب بعد التضييق على من يرتدينه في إنجلترا بعد تفجيرات لندن، حيث كانت تسافر لزيارة ابنتها هناك، واكتفت بارتداء الحجاب.