“شمال غزة”.. دمار هائل يخفي معالم المدينة عن الوجوه

خاص_ المواطن
في مشهد كارثي تحولت منازل المواطنين في محافظة شمال قطاع غزة، لاكوام من الحجارة، تعكس حملة التطهير العرقي التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة.
صدمة كبيرة رسمت معالمها على تقاسيم وجه نازحين عادوا لما تبقى من ديارهم فور إعلان دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ.
100 يومٍ عمل فيها جيش الاحتلال على طمس معالم المنطقة وتحويلها لسوافي رملية دفنت في باطنها أحياء سكنية كاملة.
المواطنة ميساء الطناني من سكان محيط مستشفى كمال عدوان عبّرت عن صدمتها من هول ما شاهدته في مناطق شمال غزة، قائلة، إن “جيش الاحتلال تعمّد قتل أي شكل من أشكال الحياة في شمال القطاع وذلك ضمن مخطط “إسرائيل” لتهجير السكان طواعية ورضوخهم لمخططاته”.
وأضافت الطناني في حديثها لموقع المواطن، أثناء نصبها وعائلتها لخيمة بجوار ركام منزلها المدمر: “حاول جيش الاحتلال قتل الحياة في شمال غزة عبر تدمير كل مقوماتها، لكنه لا يعلم أننا من نصنع الحياة”.
وتابعت، “ساقوم بنصب خيمة عائلتي بجوار ركام منزلنا، لأتذكر دائما أن ثأرنا معهم دماء شهداء ضحوا بارواحهم، وركام بيوت احتضنت أحبتنا فتناثرت ذكرياتنا معهم بسقوط المنزل أرضا”.
وبينت، “سنبدأ في تعمير الأرض ولن يمنعنا شيء عن إعادة الحياة لبيت لاهيا”.
وأشارت إلى أن العديد من المواطنين عادوا ومنذ اللحظات الأولى لاعلان وقف إطلاق النار، لتفقد منازلهم وبدأوا في نصب الخيام.
وأكدت أنه ومع عودة النازحين في جنوب غزة، ستتكالب الجهود مجتمعة وستثمر بإعادة الحياة تدريجيًا للمدينة والمناطق المحيطة به.
في منطقة مشروع بيت لاهيا، كانت الحاجة أم إبراهيم السكني 65 عاما، تنصب خيمتها بين الركام أمام منزلها، وقالت إنه “منذ اليوم الأول لوقف إطلاق النار عدنا إلى منزلنا، وبدأنا في إزالة الركام من محيطة تمهيدا لنصب خيمة والمكوث فيها”.
وأضافت السكني، في حديثها، “الدمار هائل ولا يمكن تصوره، والجميع أصيب بالصدمة مما رآه”، مؤكدة، “لا يوحد وقت للبقاء على هذا الحال؛ علينا البدء فورًا في إعادة الحياة للمنطقة كما كانت قبل إجرام الاحتلال بها”.
وتابعت، “ما رأيناه على الأرض وحجم الدمار الكامل، يخبرك بأن جيش الاحتلال كان يخطط لقتل الحياة وإبادتها وتهجير سكان الشمال، لكنها لا يعلم أنه يتحارب ندا بند مع أصحاب أرض جبلت دماؤهم بترابها، مستعدون للعيش فيها بهذا الحجم من التدمير”.
وأشار إلى أنها ستعمل مع أبنائها وجيرانها لإعادة الحياة ورسم معالمها من العدم في تحدي جديد تصر على الفوز به.
وكان رئيس بلدية بيت لاهيا، المهندس علاء العطار، أكد أن 95% من منازل المواطنين في بيت لاهيا دُمرت وأصبحت غير صالحة للسكن.
وقال العطار في تصريحات له، إن “أكثر من 100 ألف مواطن في بيت لاهيا باتوا بلا مأوى، مما يجعل بيت لاهيا منطقة منكوبة بالكامل”.
وأضاف، أن “إسرائيل” دمّرت 80% من آبار المياه بشكل كامل، بينما تعرض القطاع الصحي في بيت لاهيا لدمار شامل بعد استهداف مستشفى كمال عدوان وإحراق المستشفى الإندونيسي.
وأشار إلى أن حملة التطهير العرقي التي شنتها (إسرائيل) على شمال القطاع أسفرت عن تدمير 23 آلية تابعة للقطاع الصحي، بالإضافة إلى تدمير عدد من الآليات الثقيلة وجميع المباني التابعة لبلدية بيت لاهيا.