سياسة قديمة حديثة… هل تعود “إسرائيل” لاغتيال قادة المقاومة؟
خاص- المواطن
عاد الهدوء الحذر إلى قطاع غزة، بعد تطورات أخيرة أنذرت بشبح التصعيد العسكري بين قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي وفصائل المقاومة الفلسطينية، من دون أن تستكين تهديدات الاحتلال بالعودة إلى سياسة الاغتيالات.
وتسود حالة ترقب في الأراضي الفلسطينية، في ظل تهديدات الاحتلال باستهداف مشغلي خلايا المقاومة في الضفة، وإشارته إلى مسؤولية أشخاص من غزة والخارج عن هذه الخلايا، وسط تحريض سياسي وإعلامي إسرائيلي واسع بهذا الاتجاه.
وسعى الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية موجة العمليات في الضفة، للقضاء على المقاومة حضارياً،وتاريخياً وجغرافياً، بعدة وسائل وأساليب منها الاغتيال المباشر لقادة هذه المنظمات، أو شن العمليات العسكرية على المناطق التي يتواجدون بها كجنين ونابلس.
وظهرت “العودة لسياسة الاغتيال” من جديد على الساحة الفلسطينية ووسائل الإعلام العبرية، بعد امتداد موجة هذه العمليات من شمال الضفة إلى جنوبها، وتوسعت أكثر بعد عملية كريات أربع في الخليل الاثنين الماضي، وقبلها عملية حوارة والتي ما يزال الاحتلال يجري عمليات بحث واسعة عن منفذيها.
ويعتبر الاحتلال أن المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة “حماس” المسؤول الرئيس والمحرض الأساسي للشباب لتنفيذ هذه العمليات خاصة بعد تبني “حماس” لمنفذي عملية عيلي، وحوارة سابقا والتي نفذها عبد الفتاح خروشة أحد قادتها في نابلس.
وخلال السنوات الأخيرة شن الاحتلال الإسرائيلي العديد من الحروب على قطاع غزة، إضافة إلى العديد من العمليات العسكرية داخل الأراضي المحتلة في الضفة الغربية ضد أبناء الشعب الفلسطيني المقاوم، في ظل تهديدات بالقضاء على المقاومة الفلسطينية بأي مكان سواء في الضفة أو القطاع أو خارج فلسطين.
وبدأت تل أبيب بتوظيف قوة عسكرية كبيرة أطلقت عليها “جز العشب”، وذلك بالاشارة إلى اقتلاع كل فعل مقاوم يهدد وجودها، والتي بدأت في الأيام الأخيرة تتردد على وسائل الإعلام العبري كلبنان وإيران.
وعقب عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل مستوطنة وجرح مستوطن بصورة خطيرة في الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، أمس الاثنين، زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إيران مولت سلسلة العمليات الأخيرة ضد المستوطنين وحضت عليها.
وقال نتنياهو خلال تفقده موقع العملية، بحسب ما نقلته وكالة رويترز، إنّ “إسرائيل ستستخدم إجراءات لتصفية الحسابات مع المهاجمين ومن أرسلوهم، من قريب أو بعيد”.
وكان الصحفي الإسرائيلي في صحيفة (معاريف)، تال ليف رام، قال اليوم الأربعاء، إن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تلمح إلى أن حماس تقود جهوداً لإشعال منطقة الضفة الغربية والدفع لتنفيذ المزيد من العمليات.
وأضاف بأنه هذا يشير إلى “إمكانية توجيه ضربة تضر بمقدرات التنظيم داخل قطاع غزة أو لبنان”، وفق تعبيره.
في السياق، قال نير دفوري من (القناة 12)، “إن من يقف خلف موجة العمليات الدامية التي تجتاح الضفة الغربية، ويوجه منفذيها، هما حماس وإيران”.
وأضاف: “في نهاية اجتماع (كابينت) أمس، تقرر أن تقوم إسرائيل باستهداف مرسلي وموجّهِي منفذي العمليات، لكن الرد كان غامضا ولم يتم تقديم تفاصيل عملية، متى ومن سيتم استهدافهم”.
وتابع: “لذلك، قد لا نرى رد فعل في الضفة، بل في أماكن أخرى حتى لو على حساب الدخول في جولة تصعيد في ساحة أخرى غير الضفة”.
وقال مصدر قيادي في حركة حماس لقناة “الجزيرة”، اليوم الثلاثاء، إن منفذي عملية الخليل ينتمون للحركة، تعقيباً على إعلان مماثل من قبل الاحتلال، فيما أشارت النيابة الإسرائيلية، الثلاثاء، إلى أنّ منفذي عملية “عيلي” في يونيو/ حزيران الماضي، التي أسفرت عن مقتل 4 مستوطنين، كانوا على تواصل مع حركة حماس وتلقوا تمويلاً منها.
وفوّض المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، نتنياهو، ووزير الأمن يوآف غالانت، بتنفيذ سلسلة قرارات اتخذها في جلسة عقدها اليوم الثلاثاء، لاستهداف “منفذي العمليات (الفلسطينيين) ومن يقف وراءهم”.
ولم يكشف البيان الصادر عن مكتب نتنياهو تفاصيل الخطوات الإسرائيلية، لكنه لمّح إلى إمكانية التصعيد واستهداف مقاومين فلسطينيين في الضفة.
وذكر موقع “يديعوت أحرونوت”، أن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، جدد دعوته للمستوى الأمني، إلى تشديد الإجراءات في الضفة، من قبيل نشر الحواجز العسكرية في شوارعها، وفرض أطواق أمنية والقيام بعمليات اغتيال.
وحذّرت حركة المقاومة الإسلامية حماس الاحتلال الإسرائيلي من تفعيل سياسة الاغتيالات ضد قادتها، مؤكدة أن رد المقاومة سيكون “على أي حماقة” أكبر وأوسع مما يتوقعه، وقال الناطق باسم الحركة حازم قاسم، في بيان مقتضب، إن تهديدات الاحتلال بإعادة تفعيل سياسة الاغتيالات هي “محاولة فاشلة لتعزيز صورته بعد تعاظم ثورة الشعب الفلسطيني وتعدد جبهات الفعل المقاوم”، مشددا على أن “يد الاحتلال ليست مطلقة ليمارس إرهابه”.
وكشفت قناة إسرائيلية، أن إسرائيل تنوي إعادة تفعيل سياسة الاغتيالات في الفترة المقبلة حتى لو تطورت الأمور وذهبت باتجاه التصعيد.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمح إلى إمكانية العودة لسياسة الاغتيالات في قطاع غزة، في حال تدهور الأوضاع الأمنية.
وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، زياد النخالة، مساء اليوم الثلاثاء، إنّ التهديدات الصادرة عن قادة الاحتلال الإسرائيلي “لا تخيف الشعب الفلسطيني ومقاوميه البواسل”، مشدداً على أنّ “المقاومة ستمارس حقها الطبيعي والمشروع في التصدي والرد على أي عدوان”.