سبعون أسيرًا فلسطينيًا: الحرية تنتصر على قيود الاحتلال
خاص المواطن ـ يوسف مهنا و نور الحلو:
في مشهد يغمره الأمل ويفيض بالعزة الوطنية، انتصرت إرادة الحرية على قيود الظلم، إذ أُفرج عن سبعين أسيرًا فلسطينيًا بعد سنوات طويلة من الأسر خلف قضبان الاحتلال الإسرائيلي. هذه اللحظة لم تكن فقط نهاية لمشوار معاناة قاسٍ، بل بداية حياة جديدة تُلهم كل من يناضل من أجل الكرامة والحق.
الاستقبال المصري: لوحة وطنية للتضامن العربي
استقبلت مصر الأسرى المفرج عنهم استقبالًا يليق بنضالهم وتضحياتهم، حيث كان في مقدمة المستقبلين السفير الفلسطيني في القاهرة، دياب اللوح، وعدد من القيادات السياسية الفلسطينية وممثلين عن القوى الوطنية والإسلامية. وفي تغطية استثنائية قدمتها قناة “المواطن” الإخبارية، ظهرت مشاعر الفخر التي غمرت الحضور، مؤكدةً عمق التضامن العربي مع القضية الفلسطينية.
شهادات الأسرى: معاناة لا تُنسى
تحدث أحد الأسرى، الذي أمضى أربعة عقود من حياته في الأسر وحُكم بخمس مؤبدات، عن الظروف المأساوية التي عاشها. أشار إلى أن أشد مراحل الاعتقال وحشية كانت خلال الحرب الأخيرة على غزة، حيث تعرّض للتعذيب الجسدي والنفسي، بما في ذلك النقل القسري إلى سجن “النفق”. وقال: “رغم الألم، كانت الأيام الأخيرة بوابة للحرية”.
رسائل الاعتزاز من الأسرى إلى غزة
الأسرى لم ينسوا توجيه التحية لغزة وشعبها، الذين وصفوهم بـ”عمالقة في زمن الأقزام”. وأكد أحدهم أن صمود الشعب الفلسطيني في غزة كان رافعة لنضال الأسرى، قائلًا: “النصر الفلسطيني بدأ من هنا، حيث التضحية والإرادة تنتصر على كل القيود”.
جحيم السجون الإسرائيلية: شهادات حيّة
وثّق الأسرى المفرج عنهم حجم الانتهاكات الممنهجة داخل السجون الإسرائيلية، حيث تحدّث أحدهم عن استشهاد 40 أسيرًا نتيجة للتعذيب الوحشي، فضلًا عن إصابة العديد بإعاقات دائمة. وقال: “حتى أبسط حقوقنا، كطلب حبة دواء أو الاستحمام، كانت تُواجه بالرفض والتعذيب”.
الحياة الجديدة: شكر وامتنان
بعد وصولهم إلى مصر، عبّر الأسرى عن امتنانهم للشعب الفلسطيني ومصر التي احتضنتهم، مؤكدين أن الإفراج عنهم يمثل بداية حياة جديدة مليئة بالأمل والإصرار على مواصلة النضال من أجل الحرية.
ختاما:
تحرير الأسرى الفلسطينيين ليس مجرد حدث عابر، بل هو تذكير حيّ بأن النضال الفلسطيني مستمر، وبأن التضحيات الجسيمة التي قُدمت لن تذهب هباءً. حرية هؤلاء الأسرى تُشعل شعلة الأمل في قلوب الأحرار، وترسخ الإيمان بأن تحرير الأرض واستعادة الحقوق المسلوبة ليسا مجرد حلم، بل هدف يمكن تحقيقه بالصبر والإرادة.