زفاف غزي داخل خيمة نزوح كيف تحقق الحلم؟
غزة – المواطن
في إحدى خيام النزوح شرق خان يونس أضاءت فرحة صغيرة في ظل الظلام الدامس الذي يكتنف قطاع غزة محمد عبد العال العريس البالغ من العمر 30 عامًا وفرح حامد العروس التي لا يتجاوز عمرها 25 عامًا احتفيا بحفل زفافهما في ظروف لا يمكن تصورها ليشعلوا شمعة الأمل وسط ليل الحرب القاتم.
* أمل وألم في قلب المعاناة *
كنا نأمل أن تنتهي الحرب وأن تعود الحياة أفضل مما كانت عليه وأن نتمم حفل زفافنا” يقول محمد بصوت مليء بالأمل والتعب عقد محمد وفرح قرانهما في 6 أغسطس/آب الماضي وكانا يخططان لإقامة حفل زفافهما في 6 نوفمبر/تشرين الثاني، لكن تفجرت الأوضاع بسبب الحرب الإسرائيلية، مما أجبرهم على تأجيل الحفل وتنظيمه بشكل متواضع، احترامًا لمشاعر أهالي الضحايا.
* فرح متواضع في خيمة نزوح *
مرت أشهر ولم تتح لنا الفرصة لتنظيم حفل زفاف”يضيف محمد “لكن قررنا إقامة فرح بسيط رغم الحرب.” في ظل الدمار الذي طال كل شيء لم يكن لدى العروسين أي خيار سوى الاحتفال داخل خيمة نزوح ورغم أن حلم أي عروس هو أن تسكن في شقة خاصة بها إلا أن الحرب لم تترك مكانًا أو أثاثًا صالحًا للحياة “لم تترك شيئا صالحا للحياة”.
مضيفًا أنه لا يمتلك هو وعروسته ملابس كافية أو فراشًا وأسعار السوق المرتفعة جعلت من الصعب تلبية حتى أبسط الاحتياجات.
فرح التي حلمت بعرسها في قاعة كبيرة وارتداء الفستان الأبيض تصف الأوضاع بمرارة، قائلة: “كنت أحلم بكل التجهيزات لعرسي كأي فتاة وكنت أحلم بالزواج في شقة مستقلة وليس بخيمة” لكن الأمل لم ينطفئ، وتحت ضوء الشموع تلاشت آلام الحرب مؤقتًا في فرحة عائلية بسيطة.
* آراء متباينة في ظل الأزمات *
سائد عوض يرى أن الظروف المحيطة قد تؤثر على مصير الزواج وحقوق الزوجة مشيرًا: “نظروا لمصلحة الزوج فقط، وغدا عندما تتوقف الحرب كيف سيكون مصير هذا الزواج؟” بينما يعلق محمد على الوضع قائلاً: “هذا الشيء غلط، الزواج ليس مجرد اتحاد بين زوجين بل يتطلب المقدرة المادية وهنا ليس متوفر أدنى شيء من المتطلبات.”
من ناحية أخرى تعتبر ملاك أن استمرار الحياة والزواج في ظل الأوضاع الحالية هو أمر أساسي قائلة: “بالرغم من ظروف الحياة الصعبة والكارثية في غزة إلا أن الحياة ستستمر والأهم هو توفير المتطلبات الأساسية وعدم هضم حق الزوجة.” بينما يرى شعبان أن تقليل التكاليف في مثل هذه الظروف يمكن أن يحمي العريس من الديون المدمرة ويقضي على المشاكل المالية التي تؤدي أحيانًا إلى الطلاق.
* فلسفة جديدة للحياة في الأوقات الصعبة *
مرام من جانبها تشدد على أن الزواج هو مودة ورحمة وليس برستيجًا وتكاليف باهظة “الزواج مودة ورحمة وليس برستيج أتمنى أن يفكر الجميع بهذه الطريقة المتواضعة ويعملوا المناسب كما تتطلب الأوضاع الحالية.”
يتضح أن الفرح يمكن أن ينبثق من قلب الأزمات وأن الأمل يظل ساطعًا حتى في أصعب الظروف “حفل الزفاف في خيمة النزوح” هو مثال حي على كيفية التمسك بالحياة والأمل في ظل العواصف وذكرى تُكتب بحبر الإصرار والصمود.