رمضان في القدس.. هل سيكون باردا؟… كتبت مسك محمد

في الأسابيع الأخيرة، شهد سكان القدس الشرقية تزايداً ملحوظاً في تواجد ونشاط شرطة الاحتلال في الجزء الشرقي من المدينة مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وأظهرت لقطات مصورة مداهمات للشرطة عند مدخل حي سلوان، استخدمت فيها قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.
ورغم أن تواجد الشرطة في المنطقة ليس ظاهرة جديدة، إلا أن كثيرين أفادوا بأن الأنشطة تكثفت بشكل غير عادي في الأسابيع الأخيرة، فشاهدنا شرطة الاحتلال الإسرائيلي، وهي تنشر قوات إضافية في مدينة القدس المحتلة تزامنًا مع بداية شهر رمضان المبارك، في انتهاك واضح وصريح لحق الفلسطينيين في ممارسة طقوسهم الدينية ومنعهم من الصلاة في المسجد الأقصى أو في حرمه، في رغبة صريحة لتهويد الأقصى!.
إن ما تمارسه سلطات الاحتلال الآن بنشر قواتها في أماكن واسعة من مدينة القدس ومداخلها ومخارجها أيضًا وعلى مفارق كثيرة حولها، أدى إلى تقويض حركة الفلسطينيين وإعاقة وتأخير ومنع وصول المصلين للمسجد الأقصى، وهو ما يمثل امتدادًا للعدوان الإسرائيلي تحت مرأى ومسمع العالم.
والمتابع الجيد لأحداث القدس وخاصة المسجد الأقصى، فنجد أن إسرائيل تمارس هذه السياسات التشددية كل عام وقبل حلول شهر رمضان وتزامنا مع أيام الشهر الفضيل حتى تمنع الأهالي من الوصول لأماكن العبادة، وتحرمهم من لحظة السعادة أثناء الصلاة في حرم الأقصى.
وأعلنت إسرائيل حالة تأهب قصوى استعدادا لشهر رمضان، ونشرها حوالي 3 آلاف شرطي يوميًا على الحواجز المؤدية إلى مدينة القدس وصولًا إلى المسجد الأقصى، هذا بجانب فرض قيود أمنية على أهالي القدس، وكأنها ترغب عن عمد في إفساد طقوس رمضان في كل عام عن الأهالي، وتصر على نزع أي فرحة من قلوبهم بحلول الشهر الفضيل، فهي ببساطة تخرج لسانها للعالم كله بأن لا حياة ولا حرية ولا عبادة على أرض فلسطين ما دامت إسرائيل تحتلها.
ورغم رغبة الأهالي في أداء صلاة التراويح في الحرم القدسي، ثالث الحرمين الشريفين، وخاصة صلاة الجمعة في رمضان والحصول على تراخيص لذلك، إلا أن مسلسل التضييق الإسرائيلي لن يتوقف، فيطبق الاحتلال مشهد كل عام بمنع الصلاة في الحرم القدس وإلغاء عدد كبير من التراخيص واعتقال الفلطسينيين الذين يعترضون على هذا القرار.
ولكن على الفلطسينيون التزام الهدوء واتباع سياقة النفس الطويل وعدم الانزلاق إلى تصعيد قد يستغله الإحتلال لفرض حظر تجول وتقليل حركة المصلين إلى المسجد الأقصى، ومطلوب أيضا ضغط دولي على إسرائيل لوقف الانتهاكات ضد الفلطسينيين خاصة في شهر رمضان الكريم المرتبط بأداء صلاة التراويح في رحاب المسجد الأقصى، خاصة وأن الاتفاقيات الدولية تضمن حرية العبادة للشعوب الواقعة تحت الاحتلال، ومنها اتفاقية جنيف الرابعة حيث تكفل الاتفاقية حرية ممارسة الشعائر الدينية، وحماية دور العبادة، وضمان عدم التمييز الديني، ولكن لم تلتزم إسرائيل بها.
وبالتأكيد، لا يحق بأي شكل من الأشكال لسلطات الاحتلال فرض إجراءاتها التعسفية على أهالي القدس ومقدساتها، أو أن تحرمهم من أداء العبادة بأي شكل من الأشكال، وعلى المنظمات الحقوقية والإنسانية أن تنتصر لأهالي فلسطين، وأن ترفض السياسات والتضييقات الإسرائيلية حتى في أبسط الأشياء وهي الحق في العبادة خلال شهر رمضان الكريم، ولكن من ينتصر للفلسطينيين على حساب إسرائيل؟!
أما أهالي فلسطين وتحديدا القدس، فعليهم أخيرا التزام الهدوء وعدم التصعيد لأن كل ما يحدث ليس إلا في صالح إسرائيل التي تتعنت في كل شيء وترفض حتى السماح لهم بالعبادة بدون تضييقات، وهذا ما يستدعي سؤالا مهما: هل نحن مقبلون على رمضان ساخن في الضفة الغربية وتحديدا في القدس؟