أخــبـــــار

الفلسطينيون ردا على مؤتمر الدوحة: لا بديل عن منظمة التحرير

أثار مؤتمر الدوحة الذي جمع شخصيات فلسطينية متعددة الولاءات تحت عنوان “مؤتمر وطني” موجة واسعة من الانتقادات والرفض من مختلف الأوساط السياسية والوطنية الفلسطينية.

وبينما يدّعي المنظمون أن المؤتمر يهدف إلى إيجاد آليات لإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، رأى كثيرون فيه محاولة مشبوهة للالتفاف على الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وتنفيذ أجندات خارجية تتقاطع مع سياسات الاحتلال الإسرائيلي الرامية إلى تقسيم الصف الفلسطيني.

وصف رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح المؤتمر بأنه “محاولة للالتفاف على وحدانية التمثيل الفلسطيني، ويخدم أجندات خارجية”.

بدوره، قال عبد الحميد عبد العاطي، رئيس تحرير قناة المواطن الإعلامية: “لا بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، وعلينا حماية الإطار الوطني الفلسطيني من أي محاولات للعبث به”.

من جهته، أشار د. صلاح السلقان، إلى أن المشاركين في المؤتمر يتوزعون بين أصحاب نوايا غير بريئة وانتهازيين، لكنه دعا إلى عدم شتم المناضلين الذين شاركوا بحسن نية. وأضاف: “المرحلة الحالية تستوجب تعبئة وطنية لمواجهة التحديات، وليس خلق استقطابات جديدة تزيد المشهد الفلسطيني تعقيدًا”.

في السياق نفسه، وصف الكاتب والمحلل السياسي شفيق التلولي، محاولات الالتفاف على منظمة التحرير بأنها “خيانة كبرى تتماهى مع مخططات الاحتلال الإسرائيلي”، مؤكدًا أن “المنظمة هي الإطار الوطني الشرعي القائم بمؤسساته، ومن يريد الإصلاح، فليتوجه إلى المجلس الوطني الفلسطيني”.

أما منذر الحايك، المتحدث باسم حركة فتح، فحذر من أن “مصطلح إصلاح المنظمة الذي يروج له المؤتمرون هو خطر يهدف إلى تشويه المنظمة، ويتماشى مع سياسات الاحتلال الساعية لفصل الضفة عن غزة وضرب وحدة التمثيل الفلسطيني”.

في السياق ذاته، شدد حاتم أبو الحصين، أمين سر حركة فتح شمال قطاع غزة**، على أن “منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن جميع محاولات هدمها ستفشل”.

استنكر الناشط تيسير عابد توقيت المؤتمر، مشيرًا إلى أنه “يتزامن مع قرارات الاحتلال بتجميد أموال السلطة الفلسطينية، وهو ما لا يمكن اعتباره صدفة، بل مؤامرة تستهدف القضية الفلسطينية”.

وانتقد مهند حمدان المؤتمر بقسوة، متسائلًا: “كيف يُعقد مؤتمر يدّعي الوطنية بجوار أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط؟ المنظمة هي العنوان الوطني الوحيد الذي يمثل الشعب الفلسطيني”.

من جانبه، اعتبر عبد المحيي شهاب أن الحديث عن “إصلاح المنظمة” في ظل حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني هو “انفصال عن الواقع”، مشيرًا إلى أن “الأولويات الحالية يجب أن تتركز على إعادة الإعمار والإغاثة”.

وأكد ناصر اللحام، رئيس تحرير وكالة معا الإخبارية**: “المنظمة لا تتغير إلا من داخلها، وأي تغيير يفرض من الخارج هو مرفوض وغير مجدٍ”.

بدوره، انتقد د. رياض صبحي الغرابلي المؤتمر والمشاركين فيه، معتبرًا أنهم “لا يمثلون الشعب الفلسطيني، بل يمثلون أنفسهم فقط”.

وعبرت هدى عباس عن رفضها الحاسم للمؤتمر، مؤكدة: “لا أحد فوض هؤلاء الأشخاص للحديث باسم الشعب الفلسطيني، ومنظمة التحرير هي العنوان الوطني الوحيد الذي نثق به”.

أما شادي أبو حشيش، فوصف المؤتمر بأنه “محاولة بائسة من بعض الجهات السياسية التي فشلت على مدار عقدين في تحقيق أي إنجاز يذكر”.

وأشار عماد حميد إلى أن “منظمة التحرير الفلسطينية ستبقى الممثل الشرعي الوحيد، وأي محاولات لإضعافها تصب في مصلحة الاحتلال”.

وأوضح عمران الخطيب، عضو اللجنة السياسية في المجلس الوطني الفلسطيني، أن “المؤتمر ليس له علاقة بالشأن الفلسطيني، واختيار الدوحة لعقده يهدف إلى خلق انقسامات داخل الصف الوطني”.

بدوره، رأى اللواء رياض حلس أن المؤتمر “جزء من المؤامرة على منظمة التحرير”، مشددًا على أن “التغيير الوطني لا يكون عبر أجندات خارجية، بل عبر الإرادة الفلسطينية الحرة وصندوق الاقتراع”.

أما وضاح أبو جامع، فوصف المؤتمر بأنه “تجمع للمهمشين سياسيًا”، معتبرًا أنه “محاولة انقلاب ناعم لن يكتب له النجاح”.

وفي ذات السياق، هاجم د. أحمد حلس، رئيس المعهد الوطني للبيئة والتنمية، المشاركين في المؤتمر، مؤكدًا أنهم “لا يمثلون الشعب الفلسطيني، ولا يمتلكون أي شرعية للحديث باسمه”.

ختاما، إن الرفض الشعبي والسياسي العارم لمؤتمر الدوحة يعكس تمسك الفلسطينيين بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد، ورفضهم لأي محاولات لإيجاد بدائل مشبوهة تخدم أجندات خارجية.

في ظل التحديات الراهنة التي تواجه القضية الفلسطينية، تبقى وحدة الصف الفلسطيني ودعم الأطر الوطنية القائمة السبيل الوحيد لمواجهة المخططات الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية.

المصدر: المواطن

زر الذهاب إلى الأعلى