رحيل المناضل والأديب الفلسطيني رشاد أبو شاور
عمان – المواطن
توفي المناضل والأديب الفلسطيني رشاد أبو شاور في العاصمة الأردنية عمان عن عمر ناهز 82 عاما، وقد نعى أفراد من أسرته هذا الأديب الكبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كتب محمد شعبان على «فيسبوك» ناعيا الفقيد «منطقة الشمال لجبهة التحرير الفلسطينية تنعى الرفيق القائد والكاتب الكبير رشاد أبوشاور.. المجد للشهداء والنصر للمقاومة».
وقال محمد نصر أبوشاور «انتقل إلى رحمة الله ورضوانه الكاتب والروائي الفدائي الفلسطيني العربي الذي أفنى عمره مقاوماً بالبندقية والكلمة والقلم منذ نعومة أظافره حتى وفاته عن فلسطين وعروبتها الخال الحبيب والمعلم الصديق رشاد أبوشاور».
وكتبت الصفحة الناطقة باسم مسقط رأسه «ذكرين» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسببوك»: «رشاد أبوشاور .. وداعا …».
وأضافت «شُرد مع أسرته وحَمل في قلبه أحزانا ثقيلة على خسارات كان يجب ألا تقع، وعلى رفاق درب رحلوا في شبابهم لكنه لم يقنط، ففلسطين عنده قضية وجود للأمة كلها، وهي قضية حق يجب أن تنتصر بأن تتحرر من نهرها إلى بحرها، لتعود الجسر الذي يصل بين مشرق الوطن العربي الكبير ومغربه، ولا تقبل التبديل، ولا التعويض، وستبقى فلسطين ما بقيت الحياة والأرض».
وكان آخر ما كتب الراحل على موقعه بـ«فيسبوك» وهو على سرير المرض بتاريخ 24 أغسطس:«أنا اليوم في المستشفى من جديد، لكني فخور في هذا اليوم الذي تبقى فيه المقاومة في غزة، وأبطال كوفان الأقصى يعاقبون الجيش المرتزق، أنا فخور جدا، دم أطفالنا وغخوتنا وأهلنا في فلسطين لن يذهب سدىً، وفلسطين من النهر إلى البحر وعاصمتها القدس الشريف».
من هو رشاد أبو شاور؟
ولد أبو شاور في عام 1942 في قرية ذكرين قرب الخليل، وهو ينتمي لعائلة مناضلة. بعد نكبة 1948، انتقلت أسرته إلى مخيمات اللجوء، حيث استقروا في مخيمي النويعمة وعين السلطان. انخرط في صفوف المقاومة الفلسطينية، ثم انتقل إلى بيروت، حيث شغل عدة مناصب في مؤسسات منظمة التحرير، أبرزها في اتحاد الكتاب العرب والصحفيين الفلسطينيين.
عرف أبو شاور كروائي متميز، حيث تناول في كتاباته حياة الفلاحين واللاجئين، مجسدًا تجارب الشعب الفلسطيني. روايته الأخيرة “وداعًا يا زكرين” صدرت عن المركز الثقافي العربي في بيروت، وتتناول قصة لجوء أبناء قريته بعد معركة مع العدو. كما أصدر رواية “ترويض النسر” ومجموعة من القصص القصيرة منها “بيتزا من أجل مريم”.
عاش أبو شاور في عدة عواصم عربية، بما في ذلك بغداد وبيروت، واستقر في عمان، حيث ظل يعبر عن حزنه الكبير على فقدان وطنه في كتاباته.
وعمل في مجلس الإعلام الموحد نائباً لرئيس تحرير مجلة «الكاتب الفلسطيني» الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب والصحفيين الفلسطينيين في بيروت، وهو عضو في جمعية القصة والرواية وعضو في المجلس الوطني الفلسطيني منذ العام 1983.
من مؤلفاته «ذكرى الأيام الماضية» و«بيت أخضر ذو سقف قرميدي» و«الأشجار لا تنمو على الدفات» و«مهر البراري» من فئة القصة القصيرة، ونشر مجلد الأعمال القصصية الكاملة العام 1999، ومن الروايات نذكر «أيام الحرب والموت» و«البكاء على صدر الحبيب» و«العشاق» و«عطر الياسمين» و«الرب لم يسترح في اليوم السابع».
كما صدر له «أرض العسل» وهي قصة للفتيان، و«آه يا بيروت» مقالات.
اعُتبرت روايته «العشاق» (1977) من بين أهم مئة رواية في العالم العربي، حاز جائزة «محمود سيف الدين الإيراني». كذلك نال جائزة فلسطين التقديرية للعام 2019.