رجعت الشتوية … معلنة انتهاء موسم الحفلات
مع نهاية شهر أغسطس/ آب الحالي ينتهي موسم الصيف الفني، وتتراجع الإصدارات الغنائية، والحفلات والمهرجانات، استعداداً لموسم فني آخر عماده الرئيسي السينما والدراما لا الموسيقى، مع انطلاق الخريف. في جردة للموسم الذي يقترب من نهايته، يبدو أن العالم العربي بدأ يستعيد عافيته، بعد سنوات الجائحة والأزمات الاقتصادية والسياسية والأمنية التي ضربت بعض الدول.
في بيروت، كان الصيف حافلاً، فرغم الانهيار المالي الخانق، والأزمات السياسية، استقبلت العاصمة اللبنانية مجموعة من الحفلات التي أعادت بعض النبض إلى المدينة، على رأسها حفلة الفنان المصري عمرو دياب، التي لا يزال النقاش حولها مستمراً حتى اليوم. كما حقق حفل الفنان الفلسطيني فرج سليمان، مساء الجمعة الماضي، حضوراً كبيراً بلغ 4 آلاف شخص، ما دفع الفنان والموسيقي إلى الإعلان عن عودته لإحياء حفل آخر في بيروت في 15 ديسمبر/ كانون الأول المقبل.
كما أن المهرجانات الفنية، كبعلبك وبيت الدين وبيبلوس، التي اعتادت أن تجذب أبرز الفنانين العرب والعالميين، عانت في بيع التذاكر، ما اضطرها لتوزيع دعوات كثيرة. بينما نجح فنانون آخرون اختاروا إحياء حفلات فردية، ويتيمة في لبنان، مثل وائل كفوري الذي قدّم الشهر الماضي حفلاً ناجحاً في العاصمة اللبنانية، قبل أن يواصل جولته الخارجية.
إلا أن النجاح لم يكن حليف الجميع، فعرف منتجون ومتعهدو حفلات تخبطاً كبيراً، فأُلغيت على سبيل المثال حفلة هيفا وهبي مع الفنان المصري محمد حماقي، كما ألغيت الحفلة التي كانت يفترض أن تجمع اللبناني ملحم زين مع العراقية رحمة رياض، بسبب ضعف بيع التذاكر.
ليس بعيداً عن بيروت، في دمشق تحديداً، واصلت الماكينة الإعلامية لنظام بشار الأسد حملاتها لتصوير العاصمة السورية كمدينة معافاة من آثار الدمار والحرب، فاستقبلت مجموعة من الفنانين (اللبنانيين بشكل أساسي) ضمن مهرجان القلعة. لكن مشاركة فنانين من لبنان لم تمرّ بهدوء. فزياد برجي الذي وقف على المسرح يكيل المديح للأسد، وجوزيف عطية الذي التحف علم النظام السوري نالا نصيبهما من الهجوم والانتقادات، وسط دعوات لمقاطعة حفلاتهما المقبلة.