رئيس الشاباك يعقب على نتنياهو بشأن قضية تسريب الوثائق السرية
القدس المحتلة – المواطن
تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية توترًا متزايدًا بين جهاز الأمن العام (الشاباك) والحكومة الإسرائيلية، إثر اتهامات متبادلة على خلفية قضية إيلي فيلدشتاين وسرقة وثيقة سرية. رئيس الشاباك، رونان بار، قدم مؤخرًا روايته حول القضية برسالة مطولة وحادة، ما يعكس تعمق الخلافات داخل المؤسسات الإسرائيلية.
وجّه رئيس الشاباك رسالته إلى مجموعة من الحاخامات الصهاينة المتدينين الذين أبدوا رضاهم عن التحقيق في قضية فيلدشتاين وظروف اعتقاله. لكن الرسالة كانت تحمل، بشكل غير مباشر، انتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متناولة آلية التحقيقات التي بدأت داخل الجيش والموساد والشاباك.
وأكد بار أن جهازه تعامل بحزم مع القضية، محققًا مع أفراده ضمن معايير رقابية وقانونية صارمة. كما أوضح أن الشاباك كان في مقدمة الجهات التي طالبت بتشكيل لجنة تحقيق رسمية لتوضيح الملابسات وإنهاء الجدل القائم.
في رسالته، انتقد بار بشكل ضمني رئيس الوزراء نتنياهو والاتهامات التي وُجهت لجهازه، معتبراً أن البعض يسعى لتشويه الحقائق وخلق مؤامرات لإضعاف المؤسسات الأمنية. وقال بار: “الشاباك التزم الصمت طويلاً بدافع ضبط النفس والحس السياسي، لكنه الآن يؤكد ضرورة التزام قادة الرأي بالحذر في تصريحاتهم.”
شدد رئيس الشاباك على أن الجهاز يواصل عمله ضمن إطار القانون، نافياً مزاعم الانتقائية في التحقيقات. وأوضح أن تدخل الشاباك في القضية كان يهدف إلى حماية أساليب الحصول على المعلومات ومنع أضرار أكبر، مشيرًا إلى أن الجهاز لم يتحرك بناءً على محتوى الوثائق المسربة بل للحفاظ على أمن المعلومات.
يأتي هذا التصعيد في وقت يواجه فيه الشاباك والحكومة تحديات متزايدة على خلفية الحرب المستمرة والتوترات الداخلية. ومع استمرار تبادل الانتقادات بين الأطراف المعنية، قد تتطور الأمور نحو أزمة سياسية وأمنية أعمق في الأيام المقبلة.