دراسة الطب والثوب الأبيض حلم يتحقق بعدما حصدت لينا الأول على الوطن بالفرع العلمي
مدلين خلة- المواطن
ألو، مرحبا…. لا طريق هنا للكلام فما خرج من سماعة الهاتف المحمول كان كفيلا برسم صورة لمشهد فرحة لا تسعها جدران منزل الأول على الوطن في الفرع العلمي.
عاد الصوت من جديد “أهلا” حروف تخرج من بين زحام تهليل وزغاريد “والد لينا معك” “عمي ممكن احكي مع لينا” يعاود الصوت بالاختفاء خلف مباركات وصفير صوت فراقيع “ألعاب نارية”، “مرحبا معك لينا” “الف مبارك النجاح”، “يبارك فيكي يا رب، تسلمي”، ويختفي الصوت مع صوت قبلة وموال يتبعه سيل من الزغاريد والتهاني والردود، تركت سماعة الهاتف مفتوحة لتحكي لنا لحظات حصاد اثنا عشرة عاما من التعب والسهر والجد والاجتهاد.
عاد صوتها قائلا، “شعور لا يوصف حاجة لا يمكن أن تحكى بحروف وكلمات شعور الفخر الموجود بعيني ماما وبابا بعد جهد كبير حاجة في قمة البهجة والفرح”.
“لحظات تمالكني فيها السرور والبهجة أجمل أجمل ساعات عمري التي عشتها، صراحة كنت متوقعة انو احصل ع هيك معدل وقاعدة بنتظر يتم اعلان اسمي، والحمد لله طلع كما توقعت ولكن تبقى هيبة النتيجة والتوجيهي والتردد لقبل اعلان النتائج لربما هناك خطأ لم اكن اعلم به”.
لم انطق بالسؤال التالي حتى قاطعتني وكأن فرحتها بما حصدت من مركز أول على الفرع العلمي بمعدل 99.7، جعلها تخمن ماهية سؤالي لها، لتحكي، “طبيعة الدراسة كانت بشكل منظم دون تراكم للمواد والدروس ومراجعة ما تم حفظه وفهمه ودراسته في المدرسة أول بأول دون تراكم أو ضغط أو تحميل النفس فوق طاقتها، مع المتابعة مع المدرسين في المدرسة”.
لم تنس لينا عائلتها في فرحتها، تكلمت بفم مليئ بالثقة والحب والعرفان “العائلة كانت كتير متعاونة وتوفر الي الأجواء المناسبة للدراسة وما كانت تضغط عليي وكتير كانت تحاول تخفف عني وقت تلاقيني ضاغطة ع حالي”، كانو كتير داعميين إلي ماما وبابا وأهلي ومعلمتي الرياضيات في مدرسة بشير الريس وكل المدرسة ما قصرت”.
لينا أبو سلمية الطالبة المجتهدة من صغرها والمتميزة طوال سنوات دراستها، تميزها هذا هو ما دفعها لتجعل الأول على الوطن نصب عينيها وتحصده بجدارة، لتحقق أكبر حلم لها بدراسة الطب.
سكت الهاتف لبرهة من الزمن، “بابا كلم” حديث ملؤه الفخر بصنيع ابنته النجيبة المتفوقة “شعور بالفرحة الممزوجة بالحزن والوجع، ولكن فرحة كهذه كانت كفيلة أن تذيب سنوات عجاف من حزن سنوات”.
على عجال في زحمة اتصالات ومقابلات “لينا منذ نعومة أظافرها متفوقة ومتميزة وشطورة وأمورة، بتمنى الها التوفيق في حياتها الجامعية والعملية والتعليمية والنجاح دائما حليفها ودعواتي لها بالمزيد من التفوق والنجاح”.
فخر الأب بابنته اخرج منها معاني الإصرار والعزيمة المجبولة بالحب الكبير والحرص الشديد على تحقيق صغيرته لطموحها وأحلامها لترتقي بنفسها داخل مجتمعها.