خلافا لادعاء نتنياهو… المنظمات الإجرامية اليهودية موجودة ونشطة
القدس المحتلة- المواطن
ادعى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، خلال اجتماع حكومته أول من أمس، الأحد، أن “الحكومة الإسرائيلية عازمة على محاربة المنظمات الإجرامية في المجتمع العربي. وهذه كارثة للدولة. وكانت هناك كارثة أخرى للدولة، هي المنظمات الإجرامية في الجمهور اليهودي. لكننا قضينا على معظمها بالعمل الحازم. وهكذا نعتزم فعله في المجتمع العربي”.
إلا أن ادعاء نتنياهو ليس صحيحا، لأن المنظمات الإجرامية اليهودية لا تزال موجودة ونشطة وتدب الرعب في الشارع اليهودي. ويكرر نتنياهو منذ سنوات هذا الادعاء حول القضاء على المنظمات الإجرامية اليهودية، من خلال تصريحات أدلى بها في حملاته الانتخابية وكذلك بتغريدات ينشرها في حسابه في تويتر، وحتى أن يستخدم الكلمات نفسها، وفقا لتقرير نشره موقع “زْمان يسرائيل” الإخباري اليوم، الثلاثاء.
وأشار التقرير إلى أن عمليات التصفية المتبادلة بين المنظمات الإجرامية اليهودية لا تزال مستمرة حاليا. ونقل التقرير عن ضابط الشرطة المتقاعد والقائد السابق للواء تل أبيب، يوسي سيدبون، قوله إن أقوال نتنياهو في هذا الصدد “لا أساس لها”.
ولفت سيدبون إلى أنه “لا توجد إمكانية للقضاء على منظمات إجرامية. وإذا تمت تصفية زعيم المنظمة الإجرامية أو سجنه، يحتل مكانه أحد آخر دائما، أو أن المنظمات تنقسم إلى اثنتين والتصفيات على خلفية إجرامية تستمر، في المجتمع اليهودي أيضا”.
وقال سيدبون إنه “لا أوافق على أقوال نتنياهو. ومواجهة المنظمات الإجرامية الكبرى في بداية سنوات الألفين جرت قبل وصول نتنياهو إلى الحكم. ومرت سنوات حتى تحقيق إنجازات، لكن الأمور التي فعلتها الشرطة حينها ليست مشابهة لما هو ضروري فعله اليوم في المجتمع العربي. ومحاربة الجريمة العربية معقد أكثر بسبب عدم وجود تعاون مدني”.
وأضاف أنه “نرى في المجتمع العربي أرقاما مضاعفة وحتى ثلاثة أضعاف في عدد القتلى خلال فترة قصيرة جدا. ولا توجد سابقة لهذا في مكان في العالم. ويشكل المجتمع العربي 20% من السكان، لكن 73% من جرائم القتل تقع فيه. وهذا ليس مشابها أبدا لما كان هنا” لدى محاربة المنظمات الإجرامية اليهودية قبل عقدين.
بدوره، قال ضابط الشرطة المتقاعد ونائب وزير الأمن الداخلي السابق، عضو الكنيست يوآف سيغالوفيتش، إن “نتنياهو يعيش في وهم أننا قضينا على المنظمات الإجرامية اليهودية. لم نقضِ عليها ولا يوجد فراغ في هذا المجال. وتوجد اليوم منظمات إجرامية يهودية نشطة. ومعالجة المنظمات الإجرامية يستغرق وقتا”.
وشدد سيغالوفيتش على أنه “لا مجال للمقارنة. يوجد في المجتمع العربي أعداد كبيرة جدا من الشبان العاطلين عن العمل. وتوجد في المجتمع اليهودي مسارات معروفة للشبان. ونسبة التسرب من المسارات العامة ضئيلة. بينما في المجتمع العربي لا توجد أرضية اجتماعية صلبة لجيل الشباب”.
وأشار إلى أنه “عندما كانت هناك حاجة إلى مواجهة عائلات إجرامية في المجتمع اليهودي، لم تكن هناك حاجة للعناية بشكل عميق بالشبان، ولم يكن نقصا بأفراد الشرطة، ولم يكن هناك نقصا بأماكن التشغيل ولم تكن هناك مناطق صناعية مهملة. والأمر الوحيد المتشابه هو أنه يوجد مجرمون هنا ومجرمون هناك.
وأضاف سيغالوفيتش أنه “من أجل تفكيك المنظمة الإجرامية لعائلة أبرجيل لم نكن بحاجة إلى تعاون من رئيس البلدية ولا إلى معالجة المحيط، المجتمع، البنية التحتية. وهذه الجملة التي يكررها نتنياهو هي انشغال بخدع إعلامية وصرف الأنظار عن أن حكومته لا تفعل شيئا”.