خطبة عن فضل شهر شعبان والاستعداد لرمضان
![خطبة عن فضل شهر شعبان](https://i0.wp.com/www.almwatin.com/wp-content/uploads/2025/02/8cc84bba2b.jpg?resize=700%2C391&ssl=1)
خطبة عن فضل شهر شعبان والاستعداد لرمضان – شهدت مساجد عديدة اليوم خطبة جمعة تناولت فضل شهر شعبان وأهميته في الإعداد الروحي لشهر رمضان المبارك، حيث أكد الخطباء على ضرورة اغتنام هذه الأيام المباركة بالإكثار من العبادات والأعمال الصالحة.
وركزت الخطبة على مكانة شهر شعبان في الإسلام، مشيرة إلى أنه شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله، وحثّ الخطباء المصلين على الإكثار من الصيام والذكر وقراءة القرآن، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي كان يكثر من الصيام في هذا الشهر.
خطبة عن فضل شهر شعبان والاستعداد لرمضان
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا كثيرًا.
أما بعد: أوصيكم -أيها المسلمون- ونفسي المقصرة بتقوى الله، فهي وصيته للأولين والآخرين، قال الله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ وَصَّيۡنَا ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ مِن قَبۡلِكُمۡ وَإِیَّاكُمۡ أَنِ ٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ﴾ [النساء: 131].
عباد الله:
نحن اليوم في شهر شعبان، وهو شهر عظيم يغفل عنه كثير من الناس، فقد ورد عن النبي ﷺ أنه كان يكثر من الصيام في هذا الشهر، فلما سئل عن ذلك قال: “ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان، وهو شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله، فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم” [رواه النسائي وحسنه الألباني].
فهذا الشهر محطة إيمانية عظيمة، وهو فرصة للاستعداد لشهر رمضان، فمن كان عليه قضاء من رمضان الماضي فليبادر إلى قضائه، ومن أراد التزود من الخير فليُكثر من الأعمال الصالحة، من صلاة وذكر وقراءة قرآن وصدقة وصيام.
أيها المسلمون:
إن من أعظم فضائل شهر شعبان أنه كان مقدمة لرمضان، فقد كان النبي ﷺ يهيئ نفسه لاستقبال الشهر الفضيل، فكيف بنا نحن؟! ونحن في أمسّ الحاجة إلى التزود بالطاعات، والتوبة من الذنوب، والإكثار من الاستغفار، حتى إذا جاء رمضان دخلناه بقلوب طاهرة ونفوس مستعدة.
أيها الأحبة في الله:
لقد اقترب موسم الخير والبركة، فهل أعددنا له العدة؟ هل جددنا النية الصادقة في استغلاله؟ هل عزمنا على التغيير نحو الأفضل؟ فلنحرص على أن نكون من الفائزين برمضان، ولنبدأ من الآن بتهذيب أنفسنا، وتدريبها على الطاعات، حتى نصل إلى رمضان ونحن في أحسن حال.
نسأل الله تعالى أن يبارك لنا في شعبان، وأن يبلغنا رمضان، وأن يرزقنا فيه القبول والإحسان، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.