أقلام

حيرة إسرائيلية !!!!!!

تمارا حداد.

تفاجأ الاحتلال يوم أمس بواقع المقاومة في الضفة الغربية وبالتحديد منطقة جنين الذي بات واقعا متطورا يرتكز على عناصر استراتيجية تعمل على رسم حيرة إسرائيلية ومفاجأة بسبب هذا التغير الحاصل في قوة وتنامي المقاومة رغم امكانياتها البسيطة الا ان نمو المقاومة بات ملحوظا مع تفادي الأخطاء القديمة وتعزيز قدرتها العسكرية الإبداعية التي اتحفت يوم أمس الشعب الفلسطيني بشجاعتها وبسالتها .

ان ما حدث في جنين يوم أمس هو التغير الجذري في معادلة الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي بأن المقاومة باتت اللغة المستخدمة المستقبلية الموجهة ضد المحتل وان لا خيار آخر لمقارعة الاحتلال بعد الرهان على خيار المفاوضات والسلام الذي أثبت فشله على مدار اكثر من ٢٥ عاما الذي تعزز به كسب الوقت لاستمرار الاستيطان الذي قضم الارض ولم يعد بالامكان بناء وترسيخ دولة فلسطينية مترابطة الجغرافيا والديمغرافيا.

بات الشاب الفلسطيني يراهن على خيارين إما الشهادة واما المقاومة فلا خيار ثالث لإعادة الروح الوطنية النهضوية بعد تشرذمها بسبب الانقسام السياسي وضعف الفصائل في بناء مشروع وطني وإنهاء الاحتلال .

ان المقاومة الفلسطينية باتت تهدد الكيان وهي سارية نحو إفشال مخططات الاحتلال القائمة على ضم الضفة الغربية إلى الكيان المحتل وافشال مخططه وهو قلع جذور المقاومة وافشال مخططاته الرامية إلى تقسيم المقدسات وغيرها من المخططات الرامية لترسيخ المشروع الصهيوني.

يوم امس ليس كما قبله باتت حسابات المحتل تعاد النظر فيها فاقتحام يوم أمس هو لاختبار اي عملية عسكرية شاملة صحيح لن يقوم بها الان لكن القيام بها فقط مسألة وقت لإعادة صورة الردع التي تزعزعت يوم أمس بسبب الكمين المفاجأة الكبرى لدى الجيش الإسرائيلي.

لذا سيقوم الاحتلال باستكمال اقتحاماته اليومية إلى حين تيقنه ان المقاومة ضعفت إلى حين توافق المستوى السياسي والأمني على شن عملية عسكرية كون حتى اللحظة لا يوجد توافق خوفا من اندلاع انتفاضة ثالثة، واحاطة المحتل بتهديدات مختلفة لن يتم تعجيل عملية عسكرية شاملة حيث ان استعجالها يعني إضعاف السلطة الفلسطينية تماما.

ما حدث يوم أمس اعاد الروح الوطنية للشعب الفلسطيني بأن الامل قادم نحو التحرر وان المقاومة باقية لم ولن تقتلع فالهدف واحد تحرر واما شهادة دون استسلام أو تراخي.

زر الذهاب إلى الأعلى