حماس تعلن استئناف المفاوضات مع الوسطاء وتؤكد التعامل بـ”إيجابية”

أعلنت حركة حماس، اليوم الخميس الموافق 13 مارس 2025، استئناف مفاوضاتها مع الوسطاء (مصر وقطر) في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بعد تنصل إسرائيل من الالتزام ببنود اتفاق وقف إطلاق النار وبدء المرحلة الثانية منه. وجاء هذا الإعلان في ظل استمرار التوترات وعدم التزام إسرائيل بالاتفاق المبرم سابقًا.
وأكد المتحدث باسم الحركة، حازم قاسم، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، أن حماس تتعامل “بإيجابية ومسؤولية مع الوسطاء لضمان تنفيذ جميع مراحل وقف إطلاق النار، بما يحقق مصلحة الشعب الفلسطيني في وقف الحرب، انسحاب القوات الإسرائيلية، وإعادة إعمار قطاع غزة.”
من جهتها، أفادت هيئة البث العبرية الرسمية مساء الأربعاء بأن المفاوضات الجارية في الدوحة تشهد “أجواء إيجابية”، مع وجود مؤشرات تفاؤل بإمكانية التوصل إلى اتفاق. وأضافت الهيئة أن الوفد الإسرائيلي المفاوض، الذي وصل إلى الدوحة يوم الاثنين، قرر تمديد إقامته لمواصلة مناقشة اتفاق وقف إطلاق النار مع غزة، بعد أن تنصلت إسرائيل سابقًا من الالتزام ببنود الاتفاق.
يُذكر أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وصل إلى الدوحة يوم الثلاثاء للمشاركة في المحادثات، مما يعكس اهتمام واشنطن بالتوصل إلى حل دائم للأزمة في غزة. ومع ذلك، لا يزال مصير المفاوضات غامضًا، خاصة في ظل الخلافات حول تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بشكل كامل.
وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، التي استمرت 42 يومًا، مطلع مارس/آذار الحالي، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بالدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي تشمل إنهاء الحرب بشكل كامل. ويريد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد المرحلة الأولى فقط للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين دون تقديم أي مقابل أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المتفق عليها سابقًا، وذلك في محاولة لإرضاء المتطرفين في حكومته.
من جانبها، تؤكد حركة حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق بجميع بنوده، وتطالب بإلزام إسرائيل بالمرحلة الثانية، التي تشمل انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ووقف الحرب بشكل كامل. كما تدعو الحركة الوسطاء إلى الشروع فورًا في مفاوضات المرحلة الثانية لضمان تحقيق الاستقرار وإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع.
يأتي هذا التطور في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في غزة، حيث تواصل إسرائيل، بدعم أمريكي، ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما أدى إلى سقوط أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود. وتواجه غزة حصارًا إسرائيليًا مطبقًا يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية.