حماس تجر غزة إلى واقع لا يُطاق.. كتبت مسك محمد

في الوقت الذي يعاني فيه أهالي غزة من تجدد الحرب الإسرائيلية عليهم، تسعى حركة حماس لتحقيق مكتسبات على أرض الواقع، فبدلاً من السعي لإيجاد حل، تواصل جرّ شعبها في غزة إلى مزيد من المعاناة وواقع لا يُطاق.
وبدلاً من بثّ الأمل في غزة، تختار المقاومة العشوائية دون استراتيجية واضحة، مما قد يُعمّق عزلة القطاع عن العالم، ويزيد من مأساة الحرب التي تتجدد ويتجدد معها جراح ونزيف الأهالي كل يوم وكل دقيقة بل وكل لحظة.
وكانت حركة حماس، قد أعلنت أنها لا تزال تبحث مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وأفكارا أخرى متنوعة، بهدف التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن وإنهاء الحرب في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، لكن يبدو أن هذا ليس إلا تصريحات إعلامية و”شو”، لتؤكد الحركة أنها لا تزال في قلب المفاوضات، وأنها هي المسئولية عن زمام الأمور في غزة.
ومع تعثر مفاوضات إنجاز صفقة تبادل تؤمن الإفراج عن الأسرى، وإنهاء الحرب، وتحقيق الانسحاب، مازالت “حماس” تتمسك بورقة الأسرى الإسرائيليين وتستفز تل أبيب بها، ومن ناحية إسرائيل فهي الأخرى تتعمد استخدام نفس الورقة في تجديد الحرب على أهالي غزة، وما بين هذا وذاك يدفع الأهالي ثمن الحرب سواء بالموت أو بالتشريد أو الاعتقال والجوع والمرض.
ربما تحتاج حماس إلى مراجعة نفسها بتعاطيها مع تنفيذ المرحلة الأولى للهدنة، وأيضا مع المفاوضات المباشرة التي قام بها أدم بولر مع قادة الحركة في الدوحة، فكان من المفترض على حماس تنفيذ هذا الاتفاق حتى تكسب ورقة رابحة عند الإدارة الأمريكية وخاصة لدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي لا يريد خيرا للفلسطينيين.
ولعل أكثر ما يزيد الأمور تعقيدا هو إدارة قيادات حماس، زمام الأمور في غزة من الخارج، فهم لا يستطيعون اتخاذ القرار في الوقت المناسب دون الرجوع لقيادة غزة المنشغلة في المواجهة العسكرية مع الاحتلال، ومه كل هذا يضيع الشعب الفلسطيني ويموت ويتشرد دون وجود أي بوادر للحل.
ربما على حماس أيضا أن تدرك أن الوضع في قطاع غزة أصبح من أصعب ما يمكن تخيله، كمان أن حرب الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني لن تتوقف، هذا إضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع معدلات الفقر وتحول حياة الأهالي إلى جحيم، فهل يمكن للحركة أن تتنازل عن حكم غزة وأن ترحم الأهالي من العدوان الإسرائيلي الذي يتذرع بوجود حماس حتى تستكمل مسلسل الإبادة الجماعية للشعب الفلطسيني.
ورغم تمسك حماس بحكم غزة، إلا أن الأهالي يرفضون وجودها سياسيا داخل القطاع خاصة وأنها المسئولة عن أحداث السابع من أكتوبر، التي خلفت كارثة إنسانية لم تحدث في التاريخ، وتسببت في مقتل أكثر من 100 فلسطيني، هذا بخلاف عشرات الآلاف من جرحى الحرب المفقودين.
قد تكون مغادرة حماس للمشهد في غزة أو التنازل عن الحكم، في مصلحة الأهالي، فقد يؤدي إلى تخفيف معاناتهم، وعودة الهدوء والحياة مجددا ولو بأبسط الإمكانيات، وقد تتجدذ فرصة إعادة إعمار غزة، وأن يدعم المجتمع حق أهالي غزة في الحياة من جديد.