علوم وتكنولوجيا

حرب الرقائق الصينية الأمريكية… “هواوي” تتفوّق على “أبل” في سوق الهواتف الذكيّة

وكالات- المواطن

انتقلت بوادر حرب التجارة بين الصين والولايات المتّحدة، إلى مرحلة جديدة، وبالتحديد إلى سوق الهواتف الذكيّة، الّتي تشهد تقدّمًا متسارعًا للشركات الصينيّة في أنظمة ذكيّة وغير تقليديّة داخل هواتفها.

وتتحضّر الصين لاحتمال عودة المرشّح الجمهوريّ دونالد ترامب، إلى إدارة البيت الأبيض مجدّدًا اعتبارًا من العام المقبل، حاملًا معه تعريفات جمركيّة جديدة، تتجاوز 60 بالمئة على السلع.

ومطلع الأسبوع الحاليّ، أعلنت شركة أبل الأميركيّة عن أحدث أجهزتها (آيفون 16)، المدعومة بالذكاء الاصطناعيّ، لتلحق بها هواوي بعد عدّة ساعات بالإعلان عن هاتف وصفته بالأيقونة.

وبعد ساعات من إعلان الشركتين عن هاتفيهما، بدأت شركات ومنصّات متخصّصة في تقييم الهواتف الذكيّة، تميل لصالح الهاتف الصينيّ، من حيث التطوّر والقيمة المضافة، على الرغم من سعره المرتفع الّذي يتجاوز 2800 دولار، مقارنة مع 1500 دولار، لأفضل نسخة من آيفون.

وانعكست النتائج المتشائمة للمستهلكين تجاه أجهزة آيفون، على سهم الشركة الّذي تراجع بنسبة 0.4 بالمئة في جلسة الثلاثاء، إذ كانوا يتوقّعون ثورة في شكل وميزات الهاتف الجديد.

في المقابل، أعلنت هواوي عن هاتفها الجديد Mate XT والّذي تقول إنّها استغرقت 5 سنوات كاملة لتطويره، فيما سجّلت حتّى الثلاثاء قرابة 4 ملايين طلب شراء مسبق داخل الصين فقط.

ويتميّز الجهاز الجديد من هواوي بمساعد ذكاء اصطناعيّ مع ملخّص نصّيّ ووظائف ترجمة وتحرير، إضافة إلى وظائف تحرير الصور المعزّزة بالذكاء الاصطناعيّ، مثل قصّ الأجزاء غير المرغوب فيها من الصور.

وحدّدت شركة هواوي الّتي عرضت هاتفها الذكيّ الجديد Mate XT بعد ساعات من حدث Apple، سعر الجهاز ثلاثيّ الطيّ (يمكن طيّه ثلاث مرّات) عند 2800 دولار.

معالجات متقدّمة

ومنذ العام الماضي، تلقّت الولايات المتّحدة صدمة من هواوي الّتي تجاوزت العقوبات الأمريكيّة المفروضة على حظر بيعها أشباه موصّلات متقدّمة بقياس 7 نانومتر، لتشغيل أحدث هواتفها الذكيّة Mate 60 Pro.

ويعني ذلك، تحقيق الصين تقدّمًا مبكّرًا في حملتها القوميّة لتجاوز الجهود الأميركيّة لاحتواء صعودها في مجال التكنولوجيا المتقدّمة، إذ استخدمت هواوي ذات الشريحة في جهازها الجديد Mate XT.

ويشير الاستخدام إلى أنّ الحكومة الصينيّة، تحرز تقدّمًا في محاولاتها لبناء نظام بيئيّ محلّيّ للرقائق؛ لكنّ ما يزال هناك الكثير من الغموض حول التقدّم الّذي تمّ إحرازه، بما في ذلك إمكانيّة تصنيع الرقائق بكمّيّات كبيرة وتكلفة معقولة.

ويثير هاتف “Mate 60″، ومن ثمّ Mate XT تساؤلات جدّيّة حول مدى فعّاليّة الحملة العالميّة الّتي تقودها الولايات المتّحدة، لمنع الصين من الوصول إلى التكنولوجيا المتطوّرة.

رأي مخالف

في المقابل، حاولت شبكة CNBC الأمريكيّة التقليل من الجهود الصينيّة في صناعة أشباه الموصّلات، ونقلت على لسان مارتن يانج، كبير المحلّلين في التقنيّات الناشئة في شركة “أوبنهايمر آند كو”، أنّ رقاقة هواوي ما تزال متأخّرة عن أحدث التقنيّات بعامين أو ثلاثة أعوام.

وأضاف يانج: “بينما تحاول هواوي التفوّق على هاتف آيفون الجديد من أبل من خلال إطلاق هاتفها ثلاثيّ الطيّات، تظلّ قدرات شرائحها نقطة ضعف، على الرغم من الاختراقات الأخيرة”.

وزاد: “هواوي حتّى اليوم لا تستطيع الوصول إلى أيّ رقاقات أقلّ من 7 نانومتر في تصنيع الرقائق”، حيث يشير النانومتر إلى حجم الترانزستورات على المعالج.

وكلّما كان حجم الترانزستور أصغر، كلّما كان من الممكن وضع المزيد على الشريحة، ممّا يزيد من مستوى تقدّمها، ونجحت شركات هولنديّة في إنتاج شريحة 3 نانومتر.

لكنّ السرعة الّتي تمكّنت بها الشركات الصينيّة من الوصول إلى 7 نانومتر (قرابة عام)، تجاوزت الفترة الزمنيّة الّتي احتاجها الغرب من الوصول إلى نفس الرقاقة (3 سنوات).

وعلى خلفيّة هذا النجاح، تمكّنت هواوي من استعادة حصّة السوق من أبل في الصين، أكبر سوق للهواتف الذكيّة في العالم، حيث فقدت أبل مركزها الثالث في الصين كأكثر هاتف مبيعًا، لتتراجع في النصف الأوّل 2024 للمركز السادس، بينما المراكز الخمسة سوق الهواتف

الأولى صينيّة.

أبل أحبطت الصينيّين

وفي إعلانها الإثنين، أعلنت أبل أنّ خدمات الذكاء الاصطناعيّ لجهازها لن تكون متاحة هذا العام في الصين، على الرغم من أنّها أكبر سوق خارجيّة للشركة الأمريكيّة.

وستستخدم هواتف آيفون 16 ميزات الذكاء الاصطناعيّ – الّتي يطلق عليها اسم Apple Intelligence – لتحسين المساعد الصوتيّ لها ويدعى “Siri” إضافة إلى تحسين الكاميرا.

وستصل هذه الميزات إلى هواتف آيفون بالولايات المتّحدة في مرحلة تجريبيّة الشهر المقبل، فيما لم تذكر أبل متى ستتجاوز مرحلة الاختبار، كما لم تعلن عن شريك في الصين للمساعدة في تعزيز طموحات الذكاء الاصطناعيّ الخاصّة بها.

وأثار الافتقار إلى ميزات الذكاء الاصطناعيّ في هواتف آيفون الجديدة ازدراء في الصين، حيث أمرت الحكومة بفحص برامج الدردشة القائمة على الذكاء الاصطناعيّ قبل إصدارها.

زر الذهاب إلى الأعلى