توتر في مفاوضات غزة: حماس ترفض الضغوط الأميركية وسط تصعيد إقليمي

قالت مصادر صحفية إن وفد التفاوض التابع لحركة حماس سيصل إلى القاهرة خلال اليومين المقبلين، وذلك بدعوة مصرية، في محاولة جديدة لإنقاذ مفاوضات تمديد وقف إطلاق النار بناءً على المقترح الأميركي الذي طرحه مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الجلسات الأخيرة التي عقدها وفد التفاوض في القاهرة يوم الجمعة الماضي شهدت أجواءً متوترة، حيث لم يتم التوصل إلى اتفاق واضح قبل مغادرة الوفد.
وذكرت المصادر أن الولايات المتحدة لجأت إلى تصعيد عسكري ضد الحوثيين في اليمن كوسيلة للضغط على حماس، في خطوة تعكس محاولات أميركية لدفع الحركة لقبول العرض الأميركي الأخير.
تصعيد إقليمي وضغوط متزايدة
أشارت مصادر مصرية إلى أن تعثر المفاوضات بين القاهرة والدوحة أدى إلى عودة التصعيد العسكري الأميركي في المنطقة.
حيث شنت واشنطن ضربات على الحوثيين ردًا على تهديداتهم بإعادة استهداف الملاحة في البحر الأحمر، في حال استمرار التعنت الإسرائيلي وإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية.
وأكدت المصادر أن الضغط الأميركي شمل أيضًا فريق التفاوض الفلسطيني، إذ ربطت واشنطن بين الضربات الجوية ضد الحوثيين وإمكانية تصعيد أكبر إذا لم تقبل حماس العرض الأميركي، الذي يتضمن إطلاق سراح خمسة أسرى أحياء مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.
حماس: الاحتلال يماطل والتهديدات الأميركية تعقد المشهد
في المقابل، أعلنت حماس، يوم الخميس الماضي، موافقتها على مقترح وسطاء للإفراج عن جندي إسرائيلي-أميركي وأربعة جثامين لمزدوجي الجنسية، لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، الذي تراجعت إسرائيل عن تنفيذه.
إلا أن واشنطن، التي أبدت قبولًا أوليًا للمقترح، تراجعت لاحقًا تحت ضغط اللوبي الصهيوني، الذي دفع إدارة الرئيس دونالد ترامب للضغط على حماس للإفراج عن أسرى إسرائيليين إضافيين، في ظل تصاعد الاحتجاجات داخل إسرائيل ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
تصريحات متبادلة بين حماس وواشنطن
من جهته، أكد الناطق باسم حماس، جهاد طه، أن الاحتلال هو الطرف الذي “يماطل ويضع العراقيل”، متهمًا الولايات المتحدة بالانحياز لإسرائيل رغم الوساطة التي ترعاها.
كما شدد الناطق باسم الحركة، حازم قاسم، على أن طرح مقترحات جديدة يعقد الموقف، داعيًا واشنطن إلى الالتزام بالاتفاق المبرم مسبقًا، بدلًا من ممارسة الضغوط والتهديدات.
وكان المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، قد وصف رد حماس على المقترح الأميركي بأنه “غير مقبول”، مطالبًا الحركة بـ”العقلانية”، مشيرًا إلى أن المقترح الجديد يمنح فرصة للتفاوض حول وقف دائم لإطلاق النار.
مشهد معقد ومفاوضات غير محسومة
في ظل استمرار التصعيد الإقليمي والضغوط السياسية والعسكرية، تبقى مفاوضات القاهرة أمام اختبار صعب، حيث تصر حماس على تنفيذ الاتفاق الأصلي.
بينما تسعى واشنطن وتل أبيب إلى فرض شروط جديدة، مما يجعل مستقبل الهدنة هشًا وسط المشهد المتوتر في غزة والمنطقة.
المصدر: قناة المواطن- العربي الجديد