توتر داخل “الكابينت” الإسرائيلي إثر رفض رئيس الأركان تولي توزيع المساعدات في غزة
سموتريتش يصرخ بوجه زامير

شهد اجتماع المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت”، مساء الثلاثاء، حالة من التوتر الشديد بين عدد من الوزراء ورئيس الأركان الجديد، إيال زامير، بعد إعلانه رفض تولي الجيش مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، مؤكداً أن هذه المهمة لا تندرج ضمن صلاحيات الجيش، ويجب أن تُسند لجهات مدنية لضمان إيصال المساعدات مباشرة إلى السكان.
هذا الموقف أثار حفيظة عدد من الوزراء، وخصوصاً وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، الذي هاجم زامير بشدة قائلاً: “الجيش لا يختار مهامه… ومن لا يستطيع تنفيذها، يجب أن يُستبدل”. ورد زامير بنبرة صارمة، مؤكدًا رفضه لهذا الأسلوب وعدم اتفاقه مع تصريحات الوزير.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، بلغ التصعيد ذروته عندما تدخل بعض الوزراء لتهدئة سموتريتش، مطالبين إياه بخفض صوته. وكان وزير الأمن، يسرائيل كاتس، قد صرّح خلال الاجتماع بأن إسرائيل ستكون مضطرة خلال أيام إلى إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، الأمر الذي رفض زامير أن يقوم الجيش بتنفيذه.
وتابع سموتريتش تهجّمه على رئيس الأركان قائلاً: “إذا لم تكن قادراً على تنفيذ قرارات الحكومة، فقل لنا وسنبحث عن بديل”، مضيفاً أن الجيش لا يملك حرية اختيار مهامه في نظام ديمقراطي.
وشهد الاجتماع أيضاً مواقف متشددة من وزراء آخرين، من بينهم عميحاي إلياهو، أوريت ستروك، وإيلي كوهين، الذين دعوا إلى توسيع العمليات العسكرية في القطاع، بينما حذرت المؤسسة العسكرية من التصعيد، داعية إلى منح فرصة لجهود التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
وأفادت القناة 12 العبرية بأن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أنهى الجلسة دون اتخاذ قرارات حاسمة، وأعلن عن عقد اجتماع جديد لـ”الكابينت” يوم الخميس لمناقشة المسألة مجددًا.
وفي تطور مثير خلال الجلسة، اصطدم سموتريتش أيضًا برئيس جهاز الشاباك، رونين بار، إذ قاطعه وعبّر عن استيائه من تعليقاته، ثم غادر القاعة قائلاً إنه ذاهب إلى المرحاض، في إشارة ساخرة لمحاولة تعطيل مداخلات بار.
وفي بيان أصدره صباح الأربعاء، شدد سموتريتش على رفضه إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة إذا كانت ستصل إلى “حماس”، داعياً إلى فرض سيطرة إسرائيلية كاملة على القطاع من خلال احتلاله وفرض حكم عسكري.